رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، ان المواقف الأخيرة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لاسيما في حديثه عن شياطين العام 1990، تنطلق من إفلاسه السياسي، ومن يقينه انه بخروجه من السلطة بعد مغادرة عمه القصر الجمهوري في أكتوبر المقبل، سينهار الهيكل الكرتوني الذي بناه على مدى 25 عاما، معتبرا بالتالي أن باسيل يستخدم منهجية «اكذب اكذب»، في محاولة لكسب ما يستطيع من نقاط تؤهله للبقاء في السلطة، علما ان الشعب اللبناني عموما، والمسيحي خصوصا، ما عادت تنطلي عليه هذه الأكاذيب والسيناريوهات والبهلوانيات الباسيلية، وينتظر بفارغ الصبر اللحظة الذي سيعلن فيها الدستور نهاية الكابوس العوني.
ولفت كرم في تصريح لصحيفة الأنباء الكويتية، الى أن رئيس الجمهورية ميشال عون، أكد مرارا انه سيغادر قصر بعبدا لحظة انتهاء ولايته الرئاسية ليل 31 أكتوبر المقبل، الا أن العبرة تبقى في التنفيذ.
وأكد ردا على سؤال أن باسيل يدرك في قرارة نفسه أنه لا أمل له بدخول قصر بعبدا رئيسا، لذلك نراه يعود بين الحين والآخر، تارة الى مقولة الرئيس الأكثر تمثيلا، ومن هنا التأكيد على أن محاولات الضغط على المجلس الدستوري بهدف قلب موازين القوى النيابية، تندرج في سياق سعيه مدعوما من حليفه حزب الله لسرقة الأغلبية النيابية، وطورا الى المتاجرة بحقوق المسيحيين، ظنا منه ان تخويف المسيحي من مسلم يريد افتراس حقوقه، يؤهله اقله لتسمية الرئيس العتيد، وعودته بالتالي الى مرتبة الرئيس الظل كجائزة ترضية، مؤكدا ان مشكلة لبنان ليست قبيلة ضد قبيلة، ولا طائفة ضد أخرى، ولا حزبا ضد تيار، ولا هجمة إسلامية ضد المسيحيين، إنما هي مشكلة هوية لبنانية يسعى الولي الفقيه عبر ذراعه العسكرية في لبنان لتلوينها فارسيا، من هنا استشراس القوى السيادية بعدم السماح لحلفاء حزب الله من خامة جبران باسيل، بالوصول الى السدة الرئاسية وإنهاء الكيان اللبناني.
وعليه أكد كرم ان اللقاءات المكثفة بين القوى السيادية وسائر قوى المعارضة وقوى التغيير، تدور رحاها أولا حول تأمين التضامن فيما بينها كأطراف معارضة لسياسة المنظومة الإيرانية في لبنان، وثانيا للتفاهم على مواصفات الرئيس، القائمة على احترام السيادة ودور المؤسسات الدستورية، وعلى تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، مؤكدا ردا على سؤال، ان الرئيس الوسطي كارثة على لبنان لا بل خديعة كاملة الأوصاف والمواصفات، اذ لا يمكن لأي رئيس وسطي أن يوفق بين من يحترم سيادة لبنان ويتمسك بانتمائه العربي، وبين من يريد إلغاء الهوية اللبنانية، وهو ما أعلنه جهارة كل من نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ هاشم صفي الدين، وعضو المجلس المركزي الشيخ نبيل قاووق، أن ما يسمى زورا بالمقاومة، أمضت 40 سنة للوصول الى الإمساك بالقرار اللبناني.