نأسف لهذا الدرك السياسي القائم في لبنان، وكمغتربين وناشطين نعلن رفضنا المطلق للممارسات السياسية القائمة في هذه المرحلة، كما نرفض أسلوب التعطيل الممارس من قبل أغلبيّة الجماعة السياسة، وخصوصًا لجهة الممارسات التحريضيّة من خلال التصاريح المضادة. إننا نرفض الوسائل اللاقانونية التي تعتمدها الجماعة السياسية إن كان على مستوى الأوضاع الإقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة التي تؤثر سلبًا على الوضع العام في البلاد، ونذكرهم أنّ هذه الأفعال تتناقض والقوانين الدوليّة المرعيّة الإجراء، ولا حاجة لتذكيرهم بأنّ أفعالهم لا تنسجم مع شرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية. كل هذه الأفعال الشنيعة تُلزمنا في هذه المرحلة توثيقها بالكامل وإحالتها إلى المراجع الدوليّة المختصة ليُبنى على الشيء مقتضاه.
إنّ أفعالكم أيُّها السياسيّون تُخالف الأصول القانونية الراعية لآلية العمل السياسي الموّثقة في "العلوم السياسية"، وتخرق حرمة العمل السياسي وتتناقض مع ما ورد ذكره في مقدمة الدستور وتحديدًا الفقرة /ج/ والتي تنص " لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة، تقوم على إحترام الحرّيات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الإجتماعيّة والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمييز أو تفضيل". إنّ ما تقومون به من أعمال شنيعة هو ما يتعارض مع القواعد الأساسية لنظامنا السياسي والقضائي... وهذا ما يدعونا كمناضلين شرفاء في عالم الإغتراب وفي بيروت إلى رفض هذه الأساليب الملتوية، وبالتالي إعتبارها منافية لأبسط القواعد القانونية، وهذا ما نعمل له بواسطة مكاتبنا في عالم الإغتراب وفي بيروت إلى فتح تحقيقات مع الجّهات الدوليّة المختّصة بغية محاسبة كل المرتكبين بحيث لا يبقى المعتدون -أي أنتم- على حريات المواطنين وحقوقهم دون عقاب أو مساءلة.
كمناضلين شرفاء وبعد العديد من الإجتماعات نعلن رفضنا القاطع لسياسة إستهداف اللبنانيين الشرفاء التي تنتهجونها في محاولة إقحامنا تلميحًا أو إيحاءً، كبرهان مزعوم على عامل معيّن، ومن هذا المنطلق نرفض ما جرى مع سيادة المطران موسى الحاج راعي الأراضي المقدّسة والتشكيك في الإنتماء التاريخي للشعب اللبناني وللبطريركية المارونية وتاريخنا الوطني الذي لا غُبار عليه... وأيّ محاولة لتلويث سمعتنا الوطنية بعاركم مرفوضة... كرامتنا وكرامة الصرح البطريركي هي من كرامة لبنان الذي أعطيَ للصرح البطريركي مجده، كرامتنا هي من كرامة جميع أبنائه مسيحيين ومُسلمين، والخيانة، بل الخيانة العظمى هي التي يرتكبها كل من يُقدِّم إلى إسرائيل هديّة مجانية تتمثّل في إقراره بأنّ هناك طوائف لبنانيّة إلى جانب إسرائيل ضد القضيّة الفلسطينيّة، لا بل الخيانة هي التي تتمثل بالتخلّي عن اجزاء من حقوقنا لإسرائيل مقابل السكوت أو التغاضي، وإستطرادًا ما حصل غداة الإنسحاب الاسرائيلي في العام 2000، وما تلاه من تسوية مذلّة بحق الدولة وسيادتها... فعلاً إللي إستحوا ماتوا.
ليعلم جميعكم أيُّها السّاسة وسجّلوها في مذكراتكم إنْ كانتْ تتسع لصفحات بيضاء، نحن الشرفاء نعمل على وضع مشروع شرق أوسطي للسلام يُحافظ على الحقوق العربيّة ويؤسّس لنظام إقليمي عربي حديث يشكل الإطار السلمي للتعاون بين الدول العربيّة لمواجهة تحديات السلام ومقتضيات عودة إخوتنا اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وفق مشروع يُراعي العامل الديمغرافي، وذلك من خلال التنسيق على قواعد الحقوق والتكافؤ والإحترام... كفى يا سادة متاجرة في القضيّة الفلسطينية، كفى يا سادة إتهام الناس بالعمالة وقد صدق غبطة البطريرك حينما قال "كفوّا عن تسمية"...
أيُّها السياسيّون بناءً على ما تقدّم قررنا كمناضلين شرفاء تكثيف الجهد مع كل القوى المحلّية الصادقة التي تشاركنا في الموقف السليم وكل القوى الغربيّة التي تؤمن بالديمقراطية قولاً وفعلاً على إخراج لبنان من محنته للشروع في مشروع سياسي إنقاذي وصريح يكون على مستوى التحديات، ليضع حدًا للزمن الرديء الذي وضعتمونا فيه، ونحن صادقون في إخراج لبنان من هذا الوضع وللبحث صلة.