وصلت اليوم، الى مرفأ طرابلس، الباخرة RIMAR المحملة بثلاثة وعشرين شاحنة مواد غذائية هبة من الحكومة التركية حيث سلمت الى وزارة الداخلية والبلديات، وكان في استقبالها السفير التركي في لبنان علي باريش اولوسوي، رئيس الهيئة العليا للاغاثة في تركيا "AFAD" يونس سازار، رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، مدير عام وزارة النقل ورئيس مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر ،مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام ومسؤولون امنيون من الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام والجمارك وشخصيات وفاعليات.
وأشار خير الى أن "هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية إذ تكرمنا اليوم بهذه الهبة، فإنها تستحق التكريم والشكر والتنويه، وهذا إذا ما دل على شيء فإنه يدل على عمق الأخوة والصداق ، وعلى ما تحمله في قلبها من محبة وتقدير لبلدها الثاني لبنان، وعلى اليد البيضاء التي تبلسم الآلام، وترسل الآمال ، وترسم البسمة على الشفاه، ولا يخفى أن هذه الهبة تأتي في شهر آب الذي يعيدنا الى ذكرى تفجير مسجدي التقوى والسلام في مدينة طرابلس الحبيبة وكذلك الذكرى الأليمة للانفجار الكبير الذي دمر مرفأ بيروت ، ومزق أشلاء المدينة ، وفتح جروحاً غائرة للشعب اللبناني الذي ما زال يرزح تحت وطأة أزمة اجتماعية واقتصادية مستمرة، جعلنا بحاجة إلى دعم الدول الصديقة أكثر من أي وقت مضى، وإننا إذ نتسلم هذه الهبة القيمة، من إدارة الكوارث والطوارئ(AFAD)، فإننا مدينون للهيئة المانحة بحفظ الجميل، ونتمنى أن تبقى نموذجا للخير يحتذى به".
بدوره، شكر السفير التركي الحضور على استقباله، وأشار إلى أن " الدولة التركية تقاسمت معكم على مر التاريخ الجغرافيا نفسها والتاريخ نفسه"، معتبراً أن " لبنان وتركيا هما أمة واحدة نتقاسم معكم وجعكم لاننا نعتبره وجعنا، لذلك نحن نتقاسم جميع الازمات والاوجاع معا، ونحن جميعاً أعضاء لجسم واحد وعندما يتأثر عضو واحد في الجسم يتأثر الجسم كله وبالتالي نتقاسم هذه الجغرافيا والجسم نفسه فأي ضرر يلحق بكم يلحق بنا ، لذلك يجب ان نتكاتف جميعاً يداً واحدة لمواجهة مختلف الازمات، وبعد الازمة الاقتصادية التي أصابت لبنان وبتعليمات من الرئيس التركي قمنا بحملة الخير لمساعدة الاجهزة الامنية اللبنانية، وهذه الباخرة الثالثة كهبة للأجهزة الامنية ونأمل ان تسد مساعدتنا هذه ثغرة ولو بسيطة لاحتياجات القوى الأمنية اللبنانية".
من جهته، اعتبر المفتي إمام أن "تركيا كالبحر تحمل العطاء والخير لشعوب العالم، تركيا دولة تتعامل معنا بالبعد الإنساني مع جيرانها ومحيطها ومع كل حاجة في انحاء العالم من كوارث طبيعية وغير طبيعية نجد تركيا في طليعة الداعمين والمساعدين، ونحن في لبنان عامة وفي طرابلس خاصة تصلنا أيادي الخير والبيضاء من تركيا الانسانية والخير، وفي لبنان نلمس أنها تقدم العون بشكل مباشر للمواطن الذي يحتاج إلى دعم، ومنها الاجهزة العسكرية والأمنية لانها في الحقيقة هي التي ترعى الامن وتسهر على راحة الناس والمواطنين ، وفعلا المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان تحتاج في هذه الازمة التي يمر بها البلد إلى المساعدة".