أشار وزير الخزانة البريطاني ناظم زهاوي، إلى أن "​بريطانيا​ تمر بحالة طوارئ اقتصادية قد تستمر لعام ونصف أو عامين بسبب أزمة الارتفاع الكبير في ​أسعار الطاقة​"، وأوضح أن "الحكومة قد تقوم بتقديم دعم للأسر متوسطة الدخل، بالإضافة إلى الأسر محدودة الدخل، لمساعدتها على تحمل أعباء الزيادة الهائلة في أسعار ​الغاز​ و​الكهرباء​ في الفترة المقبلة"، مؤكدا أن "الحكومة تنظر في جميع الخيارات لمساعدة المواطنين".

ولفت في تصريح لصحيفة "ديلي تلجراف"، إلى أن "الحكومة تقوم حاليا بوضع خيارات لرئيس الوزراء المقبل، الذي سيعلن اسمه في الخامس من شهر أيلول المقبل، من بينها زيادة قيمة الدعم الاجتماعي المقدم للأسر الأكثر احتياجا، وتقديم حزمة انقاذ في شكل قروض لشركات الطاقة لكي لا تضطر إلى رفع أسعار الغاز والكهرباء للمستهلكين".

وأوضح زهاوي، أن "هناك بعض الإجراءات التي تنظر فيها الحكومة لمساعدة الشركات الصغيرة، مثل خفض ضرائب الأرباح والقيمة المضافة والطاقة الخضراء"، مؤكدا أن "عدم تقديم دعم لهذه الشركات سيترك تأثيرا سلبيا طويل الأمد على الاقتصاد".

وكان رئيس الوزراء البريطاني المستقيل ​بوريس جونسون​، قد أعلن أمس، أن "الحكومة ستقدم دعم إضافي للمواطنين الشهر المقبل لمساعدتهم على تحمل أعباء الزيادة الكبيرة في أسعار الكهرباء والغاز"، مضيفا أنه "على الحكومة ألا تقوم بوضع سقف لأسعار الطاقة لجميع المواطنين، وأن أزمة أسعار الطاقة ستستمر خلال الأشهر المقبلة وستتواصل في ​الشتاء​ حيث سيكون الوضع صعبا".

وجدير بالذكر أن الحكومة البريطانية قد أعلنت من قبل عن تقديم دعم نقدي قيمته 400 جنيه استرليني لجميع المواطنين، فضلا عن دعم إضافي بقيمة 650 جنيه استرليني للأقل دخلا، لمساعدتهم على دفع فواتير الكهرباء والغاز.

وكانت الهيئة المنظمة للطاقة في بريطانيا "اوفجيم"، أعلنت أمس "رفع سقف أسعار الطاقة بنسبة 80 في المئة ابتداء من تشرين أول المقبل، مما سيؤدي إلى زيادة ​التضخم​ وسط أزمة غلاء المعيشة غير المسبوقة التي تعيشها البلاد، حيث أن السقف سيرتفع من ألف و971 جنيها استرلينيا سنويا لكل أسرة متوسطة الدخل إلى ثلاثة الاف و549 جنيها بسبب ارتفاع أسعار الغاز العالمية، نتيجة الحرب الروسية-الأوكرانية".

وتأثرت أسعار الكهرباء في بريطانيا بأزمة الطاقة التي تعانيها القارة الأوروبية بالكامل، وتفاقمت خلال الأشهر الأخيرة، بعدما شهدت تدفقات ​الغاز الروسي​ حالة من الاضطراب ضمن تداعيات عمليتها العسكرية في ​أوكرانيا​ الدائرة منذ 6 أشهر.