أقام قنصل بيلاروسيا السابق علي احمد عجمي، إحتفالا في صور لمناسبة ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، برعاية مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله، وحضور نواب المنطقة وفعاليات، وتحدث عجمي عن مواقف الإمام الصدر ورجالات المقاومة، مشيرا إلى ان "الوضع الإقتصادي رديء وإن أقسى ما يعاني منه الشعب اللبناني والطبقات الكادحة هو الفساد الذي أرهق الجميع، والرئيس المؤتمن الرئيس المقاوم كان باعثا للثقة حاضرا قادرا على الحضور في معترك السياسة وفي ميدان المقاومة وفي سياق التطور والإعمار"، مؤكدا ان "مدينة صور ستبقى رمزا للتعايش الوطني والتآلف الأخوي بين أديان السلام والرسل، والتي لم يتوقف فيها التناغم بين اجراس الكنائس وأصوات المآذن".
ورأى النائب أيوب حميد أن ما "نعيشه من أزمات وأيام حزينة في لبنان ومواجهة خطر تحلل الوطن وخطر أن يكون لبنان واحدا موحدا، يتطلب تجديد دعوة الإمام الصدر الى التلاقي والاجتماع من أجل الإنسان، وأن يكون الهدف في نهاية الأمر هو هذا الوطن"، مضيفا: "عل يكون لنا في المرحلة المقبلة والاستحقاقات الخطيرة على مستوى الوطن الكلمة السواء التي لطالما نادى بها الإمام الصدر والتي تبلسم الجراحات، والتي تكون من خلالها بداية المشوار الطويل والشاق لنستنهض وطننا جميعا، وهذا اللقاء يجسد كل المعاني التي انطلقت منها عناوين تحكي عن الإمام الصدر وجيشنا الباسل وقوانا الأمنية كافة كما عن مقاومتنا كشعب يحتفي دائما بالانتصار على أعداء الداخل كما الخارج، وفي مدينة صور بالذات وعلى بعد أمتار من بحرها الذي حمل للعالم الحرف والمعرفة، وكان من شواطئها الى الكون ليس فقط الى حدود الوطن حمل دماء المقاومة وباعث نهضة هذا الشعب الذي نفض عن عينيه غبار السنين وفتح أعين الجميع ليكون لبنان وطن القوة والمنعة والإنعطاف نحو الحق، ومن يحمل راية الدفاع عن الإنسان في لبنان أو فلسطين أو في كل بقعة من الأرض يكون فيها الجور والظلم تجاه الإنسانية، من هذا المكان كانت الإنطلاقة وكانت المقاومة والتضحية والتحرير والانتصار على أعتى قوة".
وأكد النائب حسن عز الدين أن "ما يجمعنا في مدينة صور التي تمثل التنوع الديني والسياسي هو حب الوطن والوفاق والعمل لأجل الخروج من أزمات هذا الوطن"، مستذكرا أقوال الإمام الصدر التي أعلن خلالها إطلاق أفواج المقاومة اللبنانية أمل وحركة المحرومين". مضيفا: "نعتز بالإنتماء الى هذا النهج والفكر الذي أكملت المقاومة الاسلامية التي نحن من أبنائها وجماهيرها والقوة الحاضنة لهذا الشعب والمدافعة عنه، وسنحمي المعادلة الذهبية ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة لأنها أعلت مكان هذا الوطن ووضعته على جدول أعمال أهم قوى في العالم، ولأنها هي التي تشكل القوة والاقتدار لهذا الوطن لحماية ثرواتنا النفطية والغازية في البحر وثرواتنا في البر".
وحول الوضع الداخلي أكد عز الدين "الحرص على الدولة وبقاء واستمرار أجهزتها لأن الخيار الآخر هو خيار الفوضى"، لافتا الى أن "بعض القوى السياسية المناكفة يجب أن تغادر الخدمة في التعاطي مع الاستحقاقات الرئاسية والدستورية والاقتصادية لتتعاطى بواقعية وتخفض من أسقفها المرتفعة، لنتمكن في سياق التفهم والتفاهم في ما بيننا لإيجاد المخارج التي نستطيع من خلالها إخراج لبنان من أزماته جميعا، خصوصا في ما يتعلق بالاستحقاقين الأساسيين: تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات والدخول الى الاستحقاق الرئاسي، كي لا نقع في الفراغ الذي ليس من مصلحة أحد".
وأشار النائب السابق إميل رحمة الى أن "الإمام الصدر غيب جسدا لكنهم لم يستطيعوا تغييب حضوره الدائم في الذاكرة اللبنانية التي تمثل فيها قامة الإمام وهامته وتحتل حيزا من جغرافيتنا، فهو لم يكن يوما تفصيلا في حياتنا الوطنية، وعلى الرغم من تقادم الأيام على إخفائه إلا أن كلماته وحكمه تبقى حفرا وتنزيلا وآيات تنبض بالحياة، فهو الرجل الذي دعا الى كلمة سواء والمساواة في المواطنة والإنحياز الى الضعفاء وعدم الإستعلاء، وهو الذي حاضر في الكنائس والأديرة تحت صليب المسيح محاطا بصور القديسين، قائلا "لكل من تناسى كلماته الرنانة في دير الأحمر وروحانيته الطيبة فهو جبان، ومنذ غياب الإمام غابت البركة عن لبنان ونامت نواطيره عن الثعالب التي تعيث فيه وتراجعت مساحة التسامح وأصبح قبول الآخر عملة نادرة والتنافس عداء والشتيمة فضيلة".
وأضاف: "في ذكرى تغييبه يطل الإمام على اللبنانيين ليذكرهم بصون وطنهم بالحوار والتقارب وتجاوز الإنقسامات وتفادي الانتحار الجماعي الذي يسيرون اليه، إن الذي أطلق شعار اسرائيل شر مطلق كانت كلماته الشرارة الأولى لتحرير لبنان من رجس احتلاله، فلما لا يكون سلوكه السوي في العيش الواحد واعتبار التنوع مصدر ثراء روحي وحضاري والنبراس الذي يقودنا الى حسن التدبر وننطلق معا الى الانقاذ الذي يبقي لنا لبنان وطنا للرسالة، ونشدد على أهمية معادلة الشعب والجيش والمقاومة"، قائلا: "في صور التي طردت المحتل مع كل القرى بهمة المقاومة اللبنانية نقول لولا هذه المقاومة لكان العدو الصهيوني ينقب عن النفط دون أن يسأل عن أحد، والتي لولاها لكانت ولاية التكفيريين سيطرت على أرضنا".
أما المفتي عبد الله فأكد أن "ما كان عليه الإمام الصدر نحن عليه وسنبقى على العهد والوعد الى أن يتحقق لبنان العدالة والوطن النهائي لجميع أبنائه، وفي هذه المرحلة العصيبة والظروف الصعبة نطمح الى الاستقرار الحقيقي لهذا الوطن، إلا أن التجاذب من هنا وهناك والآراء التي تطرح لا تتمتع بالجدية في غالب الأحيان بل تناور فيها لمصالح شخصية"، مشيرا الى أن "الوطن على مفترق طرق، إما وطن جامع أو فوضى خلاقة".
ودعا المسؤولين والغيارى في هذا الوطن الى "التحلي بحس المسؤولية وبذل كل جهد لتوحيد الصف ووحدة الكلمة والخروج من الأزمات السياسية الكبرى، وفي مقدمها تشكيل الحكومة، مرورا بانتخابات رئاسة الجمهورية، ولا داع للتناتف السياسي ولنبحث عن مخارج حقيقية لهذه الأزمات، وأدعو الجميع الى التكاتف من أجل وطن واحد يجمعنا مسلمين ومسيحيين".