قد يكون مثل الزارع الذي اعطاه السيد المسيح، من انجح الامثال واكثرها دقة لتحديد معيار علاقتنا بالله، ففيه توصيف دقيق لكل حالة من الحالات التي يعيشها الانسان في علاقته مع ربه، فإما يختار ان يكون ارضاً خصبة لتلقي الكلمة والاستسلام لها، واما يختار ان يكون ارضاً قاحلة لا يترك مجالاً لها لتزهر، واما ان يختار ان يغلبه الحماس فيتفاعل مع الكلمة بشكل موقت ثم يبتعد عنها شيئاً فشيئاً، واما ان يخار الا يستقبل الكلمة مطلقاً ليعود الى الخطيئة الاصلية ويصّب نفسه الهاً على نفسه.
واللافت في هذا المثل، ان الزارع لا ييأس والزرع لا عيب فيه، وكل يوم يعطينا فرصة جديدة لنقف امام هذا المثل ونقيّم انفسنا على معيار العلاقة مع الله، فأي قسم من هذا المثل هو نحن؟ وما الذي نقوم به كي نحسّن هذا الامر؟.