حدثان بارزان ميزا الحركة السياسية الفلسطينية في لبنان، في ظلّ التطورات المتسارعة في فلسطين والمنطقة وتصعيد التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان على خلفية تمسكه بكامل حقوقه المشروعة بثروته البحرية من الغاز والنفط، بعد العدون على غزة وتوسيع مروحة الاعتقالات في الضفة الغربية.
الاول عقد حركة "فتح" ورشة العمل التنظيمية للاقاليم العربية السابعة "دورة الشهيد القائد الدكتور جمال محيسن"، في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت، وهي تمهد لعقد المؤتمر العام الفتحاوي الثامن، وقد اكتسبت اهمية خاصة في التوقيت والمشاركة والمواقف السياسية التي أكدت على ان "فتح" هي صاحبة الطلقة الاولى ونهج الاعتدال والمقاومة ولن تسمح بسلب قرارها.
والورشة التي إمتدت على مدى يومين، كان اللافت فيها مشاركة خمسة من اعضاء اللجنة المركزية، "جبريل الرجوب، عزام الأحمد، أحمد حلس، عباس زكي وسمير الرفاعي"، اضافة الى سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور وسفير دولة فلسطين في البحرين خالد عارف، واعضاء من المجلس الثوري لحركة فتح والأقاليم من مختلف دول الشتات، وخاصة من سوريا ومصر والاردن، والمكاتب الحركية والأطر التنظيمية، والهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين في لبنان.
وتؤكد مصادر فتحاوية" لـ"النشرة"، ان أهمية الورشة تكمن بانعقادها في بيروت وتأكيد اعتبارها الساحة الرئيسية الثانية بعد الداخل، ومناقشتها مختلف الأوضاع العامّة للحركة وما يمكن أن تقدّمه إلى الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، على اعتبارها الحركة الأمينة على المشروع الوطني الفلسطيني والحامية لحقوق الشعب في الحُرّيّة والعودة والاستقلال. ولفتت المصادر أنَّ حركة "فتح" ما زالت في صلب العمل النضالي التحرّري الهادف إلى إنهاء الاحتلال "وتحقيق الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني"، مشيرة أنَّها تتحمّل الكثير باعتبارها العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية والحركة الأكثر حضورًا على الساحة الفلسطينية.
وأوضح مفوَّض الأقاليم الخارجية في حركة "فتح" سمير الرفاعي أنَّ اختيار لبنان لعقد ورشة عمل الأقاليم العربية، يستند إلى التجربة التنظيمية والنضالية التي مرَّت بها الساحة اللبنانية في جميع المراحل النضالية للثورة الفلسطينية ولرمزية المخيّمات الفلسطينية ودورها الوطني، تقديم السفير دبور وقيادة الساحة اللبنانية وإقليم لبنان جميع التسهيلات لإنجاحها هذه الورشة، مضيفًا أنَّها عنوان تكامل "فتح" في الداخل والخارج وأنَّها وحدة واحدة داخل الوطن وخارجه داعيًا إلى التجديد في دماء الحركة وتحمل المسؤولية الجماعية لمواجهة الأخطار المحدقة.
وحدة الساحات
الثاني، التأكيد على متانة العلاقة بين حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، على خلفية العدوان الاسرائيلي على غزة، وما اشيع عن فتور بينهما وخلافات، وقد دحضتها اوساط الحركتين وسلسلة اللقاءات الثنائية التي عقدت بين القيادتين في غزة من جهة وفي الخارج من جهة أخرى، وآخرها اللقاء الذي جمع الأمين العام لحركة "الجهاد" زياد النخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح عاروري، وعضو المكتب السياسي ونائب رئيس الحركة في غزّة خليل الحية، وعضو المكتب وقادة الحركتين.
وابلغت مصادر المشاركين "النشرة" ان الحديث تركز على مجريات معركة "وحدة الساحات" التي خاضتها "سرايا القدس" في قطاع غزة ومعها كل فصائل المقاومة، وردم هوة الخلاف على خلفية العدوان الاسرائيلي على غزة، والتأكيد على وحدة المقاومة وافشال محاولات الاحتلال إجهاض المقاومة الفلسطينية المتصاعدة في فلسطين المحتلة، ناهيك عن عمق العلاقة بين الحركتين، فهي علاقة أخوة وعقيدة ومقاومة ومواصلة العمل معًا من أجل تحرير أرضنا ومقدساتنا.
وطمأنت القيادتان، أنّ العلاقة بين الحركتين هي علاقة راسخة وإستراتيجية وفي تعاظم وتطور، خدمةً لمشروع المقاومة في فلسطين، وإن أيّ خلاف في موقف تكتيكي هنا أو هناك لا يمكن أن يمس بجوهر هذه العلاقة وتطورها وتقدمها، "ونؤكد على استمرار التواصل واللقاءات لتحقيق ذلك ودعوة أبناء الحركتين والشعب إلى وحدة الصفّ وتطوير القوّة وتعزيز المقاومة، والتأكيد على وحدتها في كل الأماكن والظروف في إطار الغرفة المشتركة، وندعم كل الخطوات التي من شأنها أن تعظم وترسخ هذا الدور على قاعدة الاتفاق والتفاهم على تكتيكات المقاومة في إطار التكامل والعمل المشترك.