أشار الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان الأب يوسف نصر، إلى أن "الاضطرابات الاقتصاديّة والصحيّة والسياسيّة الكبرى التي يمرّ بها لبنان في السنوات الأخيرة أدّت بشكل مباشر إلى إضعاف القطاع التربويّ، لدرجة جعلت أيّ محاولة لتقويم أو إصلاح هذا القطاع مستحيلة من دون اعتماد استراتيجيّات جديدة، تكون ثمرة دراسات مشتركة وتَحمّل مسؤوليّات وطنيّة، تجنّبًا لانهيار النظام بأكمله".
ولفت خلال مؤتمر صحفي، إلى أن "المدارس الكاثوليكيّة في لبنان تحمّلت، بما أنّها جزء من هذا النظام التربويّ، العبء الثقيل من جرّاء الأزمة الاقتصاديّة. وعلى الرغم من حدّة هذه الأزمة، فقد واصلت المدارس الكاثوليكيّة رسالتها في دعم التعليم لكونه الركيزة الأساسيّة للنسيج الاجتماعيّ اللبنانيّ والدعامة الصلبة لمستقبل الأجيال الجديدة. إلّا أنّ السنوات الأخيرة، كشفت هشاشة البنية الإداريّة في مؤسّساتنا التربويّة، وأظهرت صعوبات "السير معًا" ككنيسة واحدة ؛ فكلّ مؤسّسة حاولت منفردة إيجاد الحلول اللازمة للتعامل مع الأزمة، راسمةً مسارها الخاص للخروج منها".
وشدد نصر، على أنّ "تجربة السنوات الماضية، تحتّم علينا وضع استراتيجيّة كنسيّة شاملة، ذات رؤية مستقبليّة، حيث يشكّل التزام كافة مكوّنات الأسرة التربويّة عامل وحدة وشكلاً من أشكال التضامن الإجتماعيّ. علينا إيجاد أساليب جديدة لاتّخاذ القرارات تكون ذات طابع وحدويّ تشاركيّ، والاستغناء عن ممارسة السلطة بالطريقة التقليديّة. لذلك أصبح من الضروريّ اعتماد السينودوسيّة في إدارة مدارسنا، وهذا يتطلّب منّا تواصلًا في العمق وحلقات بحث وتفكير ومقاربة عصريّة من أجل ضمان استمراريّة مؤسّساتنا".
وأوضح أن "المطلوب اليوم هو إعادة النظر في كيفيّة عمل مؤسّساتنا وتقييمها، لذلك يجدر بنا التوقّف عند السؤال التالي: ما الذي يعزّز في مدارسنا الكاثوليكيّة الالتزام والتعاون بين كافة مكوّنات الأسرة التربويّة، نعني بهم: أصحاب الإجازة والإدارة، الهيئة التعليميّة والموظّفين، الطلّاب والأهل، القدامى والأصدقاء؟".
وذكر "أننا نطمح من خلال هذا المؤتمر الثامن والعشرين للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان، أن نكون جزءًا من عمليّة التحضير لسينودس الأساقفة الذي أعلن عنه قداسة البابا فرنسيس والمزمع انعقاده في العام 2023، علّنا نصل إلى إرساء مفهوم الحوكمة السينودوسيّة في إدارة مدارسنا، فنكون بذلك أمناء لرسالتنا وعلّة وجودنا، ونمهّد الطريق من أجل مستقبل أفضل".
ولفت الأب نصر، إلى أنه "في اليوم الأول من المؤتمر، سنحاول معًا إعادة النظر في إدارة مؤسّساتنا استنادًا إلى الديناميّة السينودسيّة، وبالتالي إعادة التفكير بالمفاهيم المرتبطة بذلك، كالعيش معًا، تنوّع الالتزامات، المسؤوليّة المشتركة، قبول الآخر، مشاركة جميع الجهات الفاعلة في العمل التربويّ، بغية التكيّف مع التغيّرات المطلوبة".
وأردف: "أما اليوم الثاني، فأردناه يوم مشاركة وتواصل مباشر بين كافة مكوّنات الأسرة التربويّة على امتداد الوطن، ضمن ستّ مناطق جغرافيّة، وذلك للتحليل سويّا وتبادل الخبرات كخطوة أولى من "السير معًا" نحو غدٍ أفضل".
وأوضح نصر، أن "المؤتمر يهدف إلى وضع مفهوم الحوكمة تحت المجهر عبر طرح مروحة من الخبرات السينودوسيّة والخيارات النبويّة، لكي يصبح النهج المجمعيّ أسلوب عمل دائم في المدرسة الكاثوليكيّة،واستنباط أساليب فعّالة لاعتماد النهج السينودوسيّ، ترتكز على التمحيص والتمييز والتقييم، من أجل بناء رجاء للمستقبل ، كما يهدف الى تطوير روح الانتماء والالتزام والمسؤوليّة المشتركة في إدارة المدرسة الكاثوليكيّة على كافة المستويات".
يشار إلى أنه أُعلن خلال مؤتمر صحافي في المركز أُعلن فيه عن إطلاق المؤتمر السنوي الثامن والعشرين للمدارس الكاثوليكية بعنوان: "الحوكمة في المدارس الكاثوليكيّة من منظور الديناميّة المجمعيّة" الذي سيعقد في 6 و7 أيلول المقبل.