رأى النائب المستقل بلال الحشيمي ان اجتماع دار الفتوى الذي انعقد بين مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ورؤساء الحكومات السابقين إضافة الى النواب السنة المستقلين، تحت عنوان توحيد الموقف من الاستحقاقين الحكومي والرئاسي، أزعج بعبدا وتيارها السياسي، لكونهما راهنا على ان التشتت السني الذي نشأ على اثر تعليق الرئيس سعد الحريري لنشاطه السياسي، سيستمر دون أفق، لكن ما فات الفريق البرتقالي ان الطائفة السنية وان تعثرت سياسيا، تبقى العمود الفقري للدولة اللبنانية، والشريكة الأساسية التي لا يمكن لأي كان مهما علا شأنه السياسي، ان يتجاوز دورها أو أن يختصرها بحفنة من المستفيدين.
ولفت الحشيمي في تصريح لصحيفة الأنباء الكويتية، الى ان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لا يستهان به سياسيا، ولا يمكن لأحد ان يفرض عليه تشكيلة حكومية من خارج قناعاته، الأمر الذي يبرر أسباب الهجمة الباسيلية المبرمجة ضده، خصوصا بعد ان "خربط بضربة معلم" مشروع رئيس التيار الحر جبران باسيل لما بعد انتهاء الولاية العونية، ناهيك عن غضب الأخير من بعض الوزراء المحسوبين على التيار الوطني الحر، لتماهيهم مع الرئيس ميقاتي بسبب تفانيه في العمل على رأس الحكومة، وبسبب اقتناعهم مؤخرا بأنه ابعد ما يكون عن المتاجرة بالشؤون المذهبية والطائفية والمناطقية، وذلك على عكس باسيل الذي يتقنها بجدارة، وينفذ اجندته الفتنوية عن سابق تصور وتصميم.
وفي سياق متصل، أكد الحشيمي ان الطائفة السنية معنية مباشرة بالاستحقاق الرئاسي، بمثل ما ان المسيحيين معنيون مباشرة بتسمية رئيس الحكومة، وهي بالتالي لن ترضى بأن تكون ثانوية في اختيار رئيس للجمهورية، انطلاقا من ايمانها بأن رئيس الدولة ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، هم لكل اللبنانيين، وليس كل منهم لطائفته دون الطوائف الأخرى، الا ان بعض هواة المتاجرة بالحقوق، يحاول دوما تخويف ناسه من شركائهم في الوطن، وذلك عبر خطابات ومواقف فتنوية لا هدف منها سوى الكسب السياسي ليس إلا.
وأشار الى ان العهد العوني المشؤوم انتهى، وعقارب الساعة لا تعود الى الوراء، فمهما صال باسيل وجال في فبركة الأضاليل، وفي التجني على الآخرين، فلن نسمح للفتنة بأن تتسلل الى المجتمع اللبناني عشية رحيل العهد، فاللبنانيون يلعنون الفتن وموقظيها، ولا يريدون سوى الاستقرار الاقتصادي والنقدي، ويتطلعون الى مستقبل زاهر قائم على الشراكة والمواطنية الصالحة، لا الى إقامة المتاريس بين الأخ وأخيه.