أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بأن "الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود مع لبنان آموس هوكشتاين يعود إلى بيروت غدا (الأربعاء) لمواصلة المحادثات حول تقسيم حقول الغاز بين إسرائيل ولبنان. حقل كاريش يذهب إلى إسرائيل، بينما حقل قانا يذهب إلى السيادة اللبنانية".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "هوكشتاين يحافظ عن عمد على البعد عن الأنظار. واتضح مؤخرًا أنه تحدث في أثينا مع مسؤولين إسرائيليين كبار لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل النهائية لعملية شركة التنقيب عن النفط القبرصية اليونانية (إنرجين). واتخذ خطوة مماثلة مع شركة "توتال" الفرنسية لتشغيل الحقل اللبناني".
وأوضحت أنه "اتضح أن صفقة تشغيل حقول النفط، التي كان من المتوقع أن تسهم بقدر كبير في الاقتصاد اللبناني المنهار، قد تم تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات في إسرائيل، وبعد انتهاء الستة أشهر لولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في الأول من تشرين الثاني".
ولفتت "يديعوت أحرونوت"، إلى أن "يوم واحد فقط يفصل بين الحدثين. ومن المنتظر أن تنشر إسرائيل إعلانا عن تأجيل القرار بشأن حقل كاريش، بينما ستصدر شركة (إنرجين) اليونانية إعلانا منظما بشأن الانتظار حتى الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية بين البلدين وبشأن التزام واضح وصريح من جميع الجوانب بالحفاظ على الأمن والسلام في منطقة النفط"، وتساءلت: "ماذا عن اللبنانيين؟ على ما يبدو، سيكونون صامتين".
وذكرت الصحيفة، أن "الشريك الآخر في القضية، حزب الله، لا يتابع فقط كل التفاصيل، بل يهدد أيضًا باستخدام الأيام المتبقية حتى الإعلان (إذا لم تكن هناك مفاجأة في اللحظة الأخيرة) لتنفيذ عملية في حقل نفط كاريش، أو لصرف الانتباه الإسرائيلي في عملية على طول الحدود المشتركة"، وأردفت أن "إيران، رغم ادعاءات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الحادة بأن (هذا شأن داخلي)، اصطفت بالفعل وراء حزب الله وتعهدت بنقل الأسلحة والأموال".
واعتبرت، أن "هناك مصلحة مشتركة: كما هو الحال في إسرائيل ليس معروفاً من سيكون رئيس الوزراء المقبل، كذلك في لبنان تتزايد علامات الاستفهام بشأن الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في أقل من شهرين. بدأ الرئيس عون بالفعل في التلميح إلى أنه سيوافق على البقاء في منصبه حتى يتم العثور على (المرشح الأنسب)"، وتابعت أن "عين الإسرائيليين على قائد الجيش جوزيف عون كمرشح مثالي: غير فاسد، يتصرف بأكثر الطرق فعالية عندما يتنفس حزب الله من رقبته، وبقدر ما هو معروف فإنه سيوافق أيضًا على عقد صفقة مع إسرائيل، وربما يذهب أبعد من ذلك، على الجانب السياسي".
وأشارت "يديعوت أحرونوت"، إلى أن "لبنان وإسرائيل في حالة حرب رسمياً وعملياً، الحدود مغلقة لكن يمكن فتحها للحالات الخاصة"، وأضافت أن "السؤال الآن هو من نصدق: نصر الله الذي يهدد بـ (مفاجأة سيئة لإسرائيل) حتى قبل أن تؤتي ثمارها، أم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الذي يحذر اللبنانيين لكنه يعني حزب الله، أو هوكشتاين الذي يحتفظ بأوراقه بالقرب من صدره، ويقلق أن يعلن أنه (متفائل للغاية)".