أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الى أن "لبنان يحتاج إلى صيغة مواطنة تحمي الطوائف، وهي التي تمنع التمييز وتضمن الخصوصيات، وتحقّق الطموح بطائفة الإنسان، ونحن المسلمون نعتقد أن مصلحة المسلم من مصلحة المسيحي كعنوان للعيش المشترك، والحقوق العابرة للطوائف، والسياسات الوطنية تعني أن تضحي لا أن تنتقم".
واعتبر خلال كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشيخ عبد الأمير قبلان، أنه "لا يجوز أن تتحوّل الدولة عبئاً على المواطن، وإلا خسرنا الدولة والوطن والمواطن، ولا شيء أخطر على هذا الوطن من لصوص الداخل، ونحذر من لعبة الأمم في المنطقة، وفي بلدنا بالخصوص، فحين تتقسم البلاد تصبح ككرة نار، الكل يتقاذفها، ولن نسمح بتقسيم البلد".
ورأى قبلان "أننا نحن أمام أزمة طاحنة للقطاع العام ولمرافق الدولة، أزمة تضع الناس في قعر الجوع، وتحوّلهم إلى مزيد من طوابير الذلّ في البنزين والخبز... وهنا بداية سقوط لبنان، وأخطرها هجرة شبابنا، بعدما تحوّلت الهجرة سبباً للحياة، وركيزة الحلول حكومة وطنية قوية، وشراكة دستورية على قاعدة شعب وسلطة وحكّام في سفينة واحدة، ودرع لبنان يبقى الجيش والشعب والمقاومة"، لافتاً أن من هزم إسرائيل والإرهاب هو أكبر ضرورة لبنان".
وعن شخصية رئيس الجمهورية، رأى أنه "يجب أن يكون قائداً وطنياً عابراً للطوائف، وأخشى أن يضيع هذا البلد ولو من دون حرب، ونخشى لعبة الفراغ، وخرائط التفريغ، والعواصف التي تتلطى بلباس الطائفية، فظروف الناس عبارة عن مأساة، والسكوت جريمة، وعدم الإنقاذ جريمة أكبر وخيانة، وعدم المحاسبة إعدام للبلد والناس".
أما عن فعالية الحكومة، قال: لا تتكلوا على الآخرين، ولا على الخارج، والحكومة التي تنتظر مفاتيح الحلول من الخارج أو الأجانب "ستمشي بلا إجرين"، وإذا ما اتقفنا على مصالحنا الوطنية سيلعب العالم بنا، وللقادة الوطنيين نقول: الوطن يقوم "بالتضامن مش بالقطيعة"، إذا توحدنا اجتزنا الأزمة، وإذا تفرقنا سيضيع البلد".
وتوجه لحركة أمل وحزب الله: "أنتم أساسٌ لأي قوة وطنية، وقال: الخلاف حرام، والفتنة حرام، والخذلان حرام، وهناك من يريد ضرب الشيعة بالشيعة، والطوائف بالطوائف، ومن يفعل ذلك آثم، وهو عدو لله ولهذا البلد، وكموقف تذكروا دائماً أن إسرائيل عدوّ للمسلمين والمسيحيين، للبنان ولفلسطين والقدس؛ والمقاومة درع البلد وخشبة الخلاص، ومعجزة الانتصارات".