شعب لبنان العملاق، كم تنشرح صدورنا وتطمئن عقولنا، وتسكن نفوسنا كلما لمحنا في الآفاق المتشنّجة بضباب الشك المقنّعة بسحب المرواغة الممارسة من قبل طبقة سياسية فاسدة والمدلهمة بغيوم النفاق، موقفًا مميّزًا بارقًا من مجموعة مكتبنا في بيروت وبإيعاز وإشراف مباشر منّا عن سلامة الخطوات الصائبة المنوي إتخاذها، وسداد المنطق السياسي وصراحة القول جرأة وقولاً يطهّر طريق الحق وصرامة العقل والتحليل وعناد الرجاء وطهر الفعل .
شعب لبنان العملاق، أجل كم تبعث آمالنا بالكلمة السيف في هذه الغمرة المتكاثفة من نصائح التخاذل ووصايا الجبن وعظات التداهي وخطب التنازل والتغاضي ومشورات الإستجداء والبيع والشراء والإستكانة والذل تتساقط علينا من كل المنابر السياسية والدينية، ومن المنصّات المتزعمّة دينًا ودُنيا، وكأنّ هناك مؤامرة مدروسة علينا وعلى وطننا، وتواطؤًا مخططًا لإبعاده عن التفكير بكوارثه، وهذا ما طلبنا من مكتب بيروت نقله بالمباشر إلى كل القيادات الروحية والزمنية وكان آخرها الرسالة التي أوصلناها لسيّد صرح بكركي .
شعب لبنان العملاق، هؤلاء في بلاياهم يشرقون بدموعهم الساخنة في الأعياد والمناسبات، وأولئك الساسة الغيارى أهل الدلس والنفاق يوّزعون النصائح وينشرون الحكم والوصايا ويتبرعون بمعالجات غير مواطن الداء، وكان آخرها ما تعرّض له سيادة مطران الأراضي المقدّسة وما يرشح من حلول ذليلة، مشيحين عن أهل العلّة، ثم ينشرون التفاؤل الأبله والتيّمن الأحمق كوارث على كوارث .
شعب لبنان العملاق، أوَ لم يحـزّ في نفوسنا ونحن في هذه الكارثة من غفلة السلطة المدنية وعجزها عن شعبها، وقصورها من سقوط التكليف عنها، أنْ يمتّد الـوبـاء إلى السلطة الدينيّة نفسها، فلا نسمع لمناسبة العظات وحتى المواسم التقليديّة وحتى مواعظ وخطب، إلاّ كلمات فارغة من مضمونها وأفعالها، وكأنّي بهم وكــلاء أصيلون لتمرير المؤامرة على شعبنا، والعاجــز منهم لا يخجل ولا يتّعظ ولا حتى يُفكَّــــــــــــــر بالرحيل .
شعب لبنان العملاق، في هذه الرجاسة الطاغية رجاسة الإستسلام والخراب القائمة ما بين الصرح والهيكل أيّة تعزية لشعبنا المسكين؟ وأي تشجيع للمناضلين الشرفاء؟ وأي أمل للمُكرهين على الحياة خارج بيوتهم وأرزاقهم، المنفيين عن وطنهم. وأي إنتصار للعدل والإنصاف أن يلمح لبنان بارقة أمـــــــــل ويستصبح بشعاع النور في كلمات مسؤول رائدة موّجهة. فيرددها في قلوب وأفعال اللبنانيين... وكل لبناني عليه أن يسير على سواء السبيل في هدى منظومة سياسية صائبة تحمل الخير والحرية لوطن إستباحته طبقة سياسية فاسدة ومُفسدة، وعربدتْ في سيادته وكرامته دونما تحريك ساكن من أيّ مسؤول سواء أكان علمانيًا أو دينيًا... كلكم متآمرون على لبنان والجمهورية والشعب .
شعب لبنان العملاق، قررنا المواجهة السلمّية وفتحنا أبواب مكتبنا في بيروت وكل مراكز جمعيّتنا في عالم الإنتشار أمام أيّ مناضل شريف يستوفي شروط النبل والأخلاق الكريمة والنزيهة والصادقة، ولكل حالم بهامة تاريخنا المجيد لنضفرها ببطولات تترجم الأقوال إلى أفعال... ويلفّني ويلفُّنا بِكِبَر رصيد هذه النفوس الصادقة العملاقة التي جدتم بها، ومن خلالها تحفظون للوطن وحياة المواطنين الحرية والسيادة التامة والناجزة .
شعب لبنان العملاق، نحن وإيَّاكم اليوم أكثر من أي يومٍ مضى مدعوون إلى رفع الصوت مطالبين بحرية وسيادة لبنان وإحالة هذه الطبقة السياسية الفاسدة إلى سلطات قضائيّة دوليّة، وإنّ صمّتْ آذانهم عن سماع صوتنا، فلنرفع سواعدنا سواعد الحق والكرامة، وليكُن القضاء حَكَمًا بيننا وبينهم. إنني بإسمي وبإسم مكتب بيروت ومكاتب الإنتشار نعاهد كل مواطن شريف أن نبقي الصوت والفعل، وأن يظل جوابنا كلما نادانا لبنان، "لبنان فوق كل إعتبار، لذلك قررنا حمايتك مهما غلت التضحيات وسمت الشهادات"...