أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، خلال خطبة الجمعة في مقر المجلس، الى أن "الأوضاع السيئة التي يعاني منها لبنان من انهيار الدولة والمؤسسات وسقوط الليرة اللبنانية وانعدام الحياة الكريمة لم يدفع هؤلاء الى تأليف حكومة ضرورية في الأوضاع الحالية، والاسوأ ان لا يقدموا على انتخاب رئيس للجمهورية لأنهم مطمئنون انكم لن تستطيعوا فعل شيء، لأنهم أقنعوكم وهماً بأنّ ملاذكم الطائفة وليس الوطن، ولن يألوا جهداً على مواجهة أي محاولة لفكّ هذا الحصار المضروب على عقول اللبنانيين دفاعاً عن مصالحهم لأن بقاءهم في السلطة مرهون بهذا الواقع".
ودعا الخطيب، المواطنين، الى "التلاقي والخروج من هذا الوهم الذي انغرس عميقاً في قناعاتكم، وهو ما يراهن عليه العدو في المماطلة وعدم الاستجابة الى مطلب لبنان في الاستفادة من ثرواته البحرية، الامر الذي يدعونا جميعاً الى التمسك بحقوقنا واجبار العدو واخضاعه واستنقاذ حق لبنان من بين انياب هذا الوحش الكاسر".
وشدد على ضرورة أن " لا تفقدوا إيمانكم بأنّ القوة هي قوة الإرادة التي تحمل السلاح وتناجز العدو، هذه الإرادة المستندة الى الإيمان بأنّ القوة لله جميعاً وأن النصر بيد الله تعالى مع أن تحصيل قوة السلاح أمر ضروري (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) فهو سلاح معنوي نفسي لكن السلاح الأمضى هو سلاح الإيمان، سلاح التقوى، سلاح الإرادة، ولذلك اعتقدوا أن سلاح الحصار الاقتصادي والتجويع الذي يلجأ إليه العدو ما هو إلا سلاح وهمي طالما لم تضعف إرادتكم ولم يضعف إيمانكم بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى".
ورأى الخطيب، أن "للإصلاح طريق واحد وهو الخروج من كهوف الطائفية الى المواطنة، فهو السبيل الوحيد للتخلص من التشرذم والانقسام الذي أضعفكم عن القيام بالإصلاحات الضرورية ومكّن هؤلاء الطائفيين من العبث بحاضركم وسيمكّنهم من العبث بمستقبلكم وستبقون في هذه الدوامة من المشاكل الداخلية، طالما تمسكتم بالطائفية ولم تخرجوا منها الى رحاب الوطن".