أشار قائد المنطقة الشمالية المنتهية ولايته، أمير برعام، في حفل تسليم وتسلم القيادة، الى أنه "في أيامنا هذه وأمام محور الشر الذي تقوده إيران يتم إحباط الشر وكبحه يوميًا، وبعد مضي ثلاث سنوات ونصف منذ أن توليت منصب قائد المنطقة أعتقد أنه من حيث الوضع الاستراتيجي نشهد توازنًا أمنيًا جيدا".
واعتبر أنه "لا يزال التصور الذي يتمسك به حزب الله تجاه لبنان دفاعيًا، بدليل أن معظم أفعاله ضدنا تتم في سياق رد الفعل، إن أمينه العام حسن نصرالله رجل لديه تجربة طويلة ويفهم جيدًا تكلفة الحرب، وسنحت لنصرالله الفرصة في زيارة عدد غير قليل من عائلات ما يعتبرونهم "الشهداء" فهو يواجه قدرًا كبيرًا من المعضلات والتساؤلات حول الغاية والطريقة، هذه الشكوك لا وجود لها لدينا".
وأضاف برعام: "يتهم حزب الله بمنع ازدهار لبنان وتنميتها من خلال أعمالها. وقد تضاءل مدى الخوف منه ولم يعد يسيطر على العناصر العسكرية المتواجدة بمحاذاة الخط الحدودي بصورة مُحكمة كما كانت في السابق وبات الفساد مستشريًا فيها، ونحن لا نستيقظ كل صباح ونسأل أنفسنا أي حرب سنخوضها اليوم. علمًا بأن مهمتنا تتمثل في إبعاد الحرب وليس تقريب الحرب".
وتابع قائد المنطقة الشمالية: "عمليات المعركة ما بين الحروب تلحق أضرارًا جسيمة بالبنى التحتية الإرهابية، وبمساعيها للتزود بالأسلحة والتموضع على حدودنا الشمالية. حيث يدور الحديث عن عمليات صعبة من الإحباط والوقاية، والتي يفضل أن تتم بعيدًا عن الأنظار وتحت عتبة الحرب، ولم يتمكن حزب الله في سوريا من التموضع في المنطقة الواقعة جنوبي دمشق، وتنفيذ عمليات إرهابية وفتح جبهة برية أخرى ضدنا على حدود هضبة الجولان، ومن أجل منع ذلك تصرفنا بشكل صارم ومتعدد الأذرع من خلال عدد لا يحصى من الغارات الجوية وعمليات الدهم البرية وعمليات الإحباط".
وأضاف: "شهدت المنطقة العشرات من الانتصارات الصغيرة والدقيقة التي سمحت لنا بشكل تراكمي بالحؤول دون تحول جنوب سوريا إلى جنوب لبنان ومن جرنا إلى جبهة ساخنة أخرى في مواجهة حزب الله، أنني على قناعة تامة بعدم وجود زعيم شيعي، يرتدي عمامة سوداء على رأسه، ممن سيعمد إلى "احتلال الجليل" وبأن مقاتلي رضوان لن يلعقوا البوظة في كريات شمونة، ورغم أنه من الواضح أنه لن تكون هناك حروب سهلة ونظيفة وخالية من الإصابات أو نقص الوسائل - إلا أن الحرب في لبنان لن يتم حسمها إلا من خلال المناورة البرية والمتعددة الأبعاد والشرسة".
وتابع برعام: "التفوق الواضح للمقاتل الإسرائيلي على العدو أمامنا والذي يجد تعبيره من خلال جودته والوسائل القتالية، والعقيدة العسكرية والجاهزية العملياتية والأخلاق القتالية يجب أن يكون مصحوبًا بروح من القتال وبإرادة قوية لدى المجتمع الإسرائيلي في الانتصار باعتباره قيمة أمنية ووجودية ووطنية عليا، لقد تعلمنا في الماضي، تمامًا كما تعلم نصر الله أيضًا، أن المجتمع الإسرائيلي أقدر على مواجهة أي محاولة للاعتداء عليه. وإذا فُرضت علينا الحرب، فإننا سنجعلها قوية وفتاكة، سواء على الجبهة أو في العمق ليلقى حزب الله وأولئك الذين يعيشون تحت وصايته، قبضة فولاذية قادرة على المناورة بسهولة وهجومية وحاسمة، وليدرك سكان الشرق الأوسط والعالم أجمع بكل وضوح أن حزب الله ورعاته في إيران ولبنان دفعوا ثمنًا باهظًا للغاية وخسروا هذه الحرب بشكل مطلق!".