رأى الصّحافي والخبير التّربوي رزق الله الحلو، في حِوارٍ عبر إِذاعة "صوت البشائر"، عن مقالته الأسبوعيّة في "النشرة"، بعنوان: "حماية الصّحافيّين و"ضحايا" المُجتمع: من المبادئ الـ4 إلى الوسائل الآمنة!"، أنّ "المقالة تأتي ضمن سلسلة مقالاتٍ على موقع "النشرة"، وفي إِطار حقوق الطّفل، لأنّني كصحافي لا يهمّني البتّة في مواضيع حقوق الإنسان عمومًا، أن أُظهر نفسي إعلاميًّا، كبطلٍ يُنقذ الضحيّة ويسير بها في طريق النّجاة... بل تكون الضحيّة عندي هي محور العمل الإعلامي وإِنقاذها هو الهدف".
وأوضح أنّ "ذلك لا يتمّ أبدًا في مسعى فرديّ، بل في عمل مُشترك وتعاون بنّاء وهادف"، جازمًا "أنّنا لن ننجح في محو الجريمة المُقترفَة في حقّ الضحيّة بالمطلَق، وإنّما يمكن مساعدتها في التّصالح تدريجيًّا مع المجتمع"، مشيرًا إلى أنّ "الجاني قد يلجأ إلى محاولة التّعتيم الإعلامي عن جريمته، أو طمس الحقيقة... مُستعينًا بصداقاتٍ له و"مَوْنةٍ" في إطار ما... غير أنّ هَوْل الجريمة أكبر من أن تُطمس إعلاميًّا".
وشرح الحلو أنّ "مثلًا، قد تحاول الوسيلة الإعلاميّة التستّر عن الجريمة، ولكن لا يمكنها البتّة التّظاهر وكأنّ شيئًا لم يكن... وأمّا بالنّسبة إلى الإعلامي، فهو بين خيارَين اثنَين: إمّا أن يكون إعلاميًّا مسؤولًا، وإمّا أن يرضخ للضّغوط". وذكر أنّ "الإعلاميّ لا يُمكن تقييده أو ضبط حركته، إذ ثمّة مئة طريقة وطريقة لنشر المعلومة أو الخبر، إذا ما حاولت الوسيلة الإعلاميّة الّتي يعمل فيها الصّحافي، تجاهل الجريمة أو التّعتيم عليها... بل لديه هامش واسع من الحريّة المسؤولة الّتي لا تعني التّجنّي على أحد أو إلحاق الظُّلم بأيّ كان... وتاليًا على الإعلاميّ أن يتسلّح بالحقيقة المُثبتة بالمستندات والأَدلّة والبراهين؛ ولذا لا مُبرّر لأن يكون الصّحافيّ شريكًا في التّعتيم على الجرائم!".
وعن "الفوضى" في مجال الإعلام لفت إلى أنّ "هنا تصحّ المقولة الّتي تُطلق في السّياسة عن (الفَوضى الخلّاقة)، كما وأنّ فاقد الشّيء لا يُعطيه، وبالتّالي فمَن لَم يجتهد على نفسه في عالم الإعلام، لا يمكنه أن يُحقّف شيئًا... ومَن يريد الاستمرار في المهنة، إِنّما هو ملزَم بأن يعمل على أن يبني له تاريخًا في النّضال الإِعلاميّ، وكذلك عليه أَن يتمتّع أَيضًا بالصّدقيّة".
وشدّد الحلو على "أهميّة بناء الثّقة كمؤسّسات إعلاميّة، وكذلك كعاملين في مجال الإعلام، وبالتّالي فالدّخلاء على مهنة الصّحافة لن يصلوا إِلى هذه المرحلة، وسيبقى حجم العامل في الإعلام بحسب قدراته لا أكثر ولا أقلّ... وهو أَعجر عن ملء الفراغ المطلوب على السّاحة الإعلاميّة".
كما بيّن أنّ "الإعلاميّين اليوم يواجهون مافيات". وأَضاف: "نسمَع أنّ بعض البلدان يتبّوأ مركز الصّدارة في عالم (المافيا)، ولكنّنا لا ندري إن كان لبنان أضحى في المراكز المُتقدّمة جدًّا على هذا الصّعيد... والمافيات تسعى إلى شلّ الرّسالة الإعلاميّة في لبنان، فيما دور الإعلامي هو دور توجيهيّ- تثقيفيّ- إصلاحيّ".
وتمنّى على القُرّاء أن "يبحثوا عن الأخبار المُفيدة لهم، ويميّزوا بَين الخبر البنّاء لا الهدّام المؤدّي إلى الإحباط، وأن يُدركوا أنّ المطلوب عدم تضخيم الأمور ولا محاولة التستّر عن الجرائم... وتبقى الخُلقيّات سلاحنا لمواجهة الفَوضى العارمة الّتي نعيش في ظلّها اليوم".