أشار وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، خلال إلقائه كلمة لبنان في المؤتمرالـ48 لمنظمة العمل العربية، المنعقد في القاهرة، إلى "الوجع اللّبناني، ووجع انفجار مرفأ بيروت ووجع الصّعوبات والانهيار والحصار، لكن أيضًا إرادة الأمل والإنجاز والصّمود، ولبنان التّعدّدية والتّنوّع والفرادة والرّسالة، كما لبنان الكرامة الّتي صنعتها مقاومة شعبه في دحر الاحتلال الصّهيوني والإرهاب".
ودعا إلى "استراتيجيّة عربيّة مشتركة من أجل قومة الأمّة، لأنّنا في زمن لا أحد يحترم فيه الضّعفاء ونحن لسنا بضعفاء، وعنوانها: لا قدسيّة لنا بدون قدسنا، وإلّا فلننتقل إلى مستوى آخر من التّعاون يتمثّل بفصل السّياسة وتشعّباتها، وتركيز اتّفاقنا على قضايا التّنمية البشريّة المستدامة، ومواجهة الفقر والأميّة والعطالة والبطالة وإعادة الاعتماد على قدراتنا الذّاتيّة، فنزرع أرضنا ونتصالح مع الكوكب ونعيد تأطير موادنا الماديّة (وهي هائلة) والبشريّة (وهي مؤثّرة وفاعلة)، عبر تشكيل الكتلة النّوعيّة الحرجة، الّتي تعتمد التّكوثر الّذي يرتقي بها لإحداث التّغيير المنشود، عبر سياسة التّراكم في إنجازات هنا وأخرى هناك من أجل خير شعوبنا كلّها".
وأكّد بيرم "تأييد لبنان لثقافة الوصل العربي بدلًا من الفصل الّذي لا رابح فيه، وعلى دور لبنان الجاذب لقلوب الشّعوب العربيّة"، مركّزًا على أنّ "لبنان على موعد مع إنجاز تاريخي جديد، يتمثّل بوحدة الموقف الرّسمي والشّعب في انتزاع حقّنا في مياهنا من غاز ونفط، ومرتكز على معادلة التّوازن والرّدع الحقّاني: "لا استخراج لأيّ أحد إلّا باستخراج لبنان لنفطه وغازه'".
ودعا إلى "استشراف المستقبل"، لافتًا إلى "أهميّة الذّكاء الاصطناعي والتّحوّل الرّقمي (وهذا ما بدأناه في وزارة العمل عبر خطة طموحة، تمّ وضعها من قبل خبراء متطوّعين، وجاري تنفيذها مع جهات تمنح عينا وليس نقدًا من أجل الحوكمة الرّشيدة والشّفافيّة، بتكلفة صفر من الخزينة العامة، حيث جئنا لنعطي لا لتأخذ)، بالتّوازي مع حفظ الإنسان ودوره المحوري في الحياة، كي لا ندخل في المجهول والقلق الوجودي في مرحلة " الميتا- إنسان".