حذرت لجنة الإنقاذ الدولية اليوم من أزمة في داخل أزمة في سوريا، ولفتت الى أن "دمشق تكافح مع أول تفشي للكوليرا في البلاد منذ أكثر من عقد، حيث تجاوز اليوم عدد الحالات المشتبه فيها أكثر من 2,000 حالة وهي زيادة حادة في الأيام القليلة الماضية فقط"، مشيرة الى أنها "قلقة للغاية من استمرار ارتفاع عدد الأشخاص الذين يصابون بأمراض خطيرة بدون اتخاذ إجراء عاجل".
وفقاً لمجموعة العمل للشؤون الصحية التابعة لمنظمات الإغاثة في شمال شرق سوريا، أن "هناك مخاوف من أنه من المحتمل أن يكون هناك نقص كبير في الإبلاغ عن الحالات المشتبه فيها ليس فقط في الشمال الشرقي ولكن في مناطق أخرى في جميع أنحاء شمال البلاد. إذا تُركت دون رادع، فستستمر أعداد الأشخاص الذين يصابون بأمراض خطيرة في الازدياد".
وفي هذا الصّدد أشارت مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدّولية في سوريا، تانيا إيفانز، الى أن "تفشي الكوليرا يهدد بمزيد من البؤس لمئات الآلاف من السوريين المعرضين في الأصل لخطر الجوع والصراع والشتاء المقبل. ففي جميع أنحاء البلاد، يحتاج حوالي 70% من السكان الآن إلى المساعدة لتلبية احتياجاتهم الأساسية للبقاء على قيد الحياة. ترك عقد من الصراع نظام الرعاية الصحية في سوريا هشاً للغاية ويعاني نقصاً حاداً في الموارد، مما جعل من الصعب جداً حشد استجابة لأي أوبئة أو تفشي محتمل مثل هذا. على الرغم من الاحتياجات الهائلة، فإن كلا من مستويات التمويل والاهتمام السياسي المطلوبين لمعالجة الأزمة يتضاءلان. يوضح تفشي الكوليرا هذا كيف أنه يجب علينا الآن أكثر من أي وقت مضى عدم إهمال سوريا".