أشار البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، خلال عظة له في جنازة المثّلث الرحمة المطران طانيوس الخوري، إلى أن "المثلّث الرحمة المطران طانيوس الخوري، الذي نودّعه بشديد الأسى وصلاة الرجاء، كان لأبرشيّة صيدا العزيزة، على مثال المعلّم الإلهيّ يسوع المسيح، راعيًا صالحًا. ففي أحلك الظروف التي عاشتها الأبرشيّة من حرب وهدمٍ وقتل وتهجير واحتلالات، ظلّ صامدًا مع الكهنة والشعب".
ولفت إلى أنه "حمل معه أسس ميزاته الروحيّة والكهنوتيّة والراعويّة من بيته الوالديّ، في صغبين العزيزة. فيه تربّى على الإيمان والصلاة وصخرة الرجاء على يد والديه المرحومين جبران يوسف جبران الخوري وماريّا إسبر الخوري، إلى جانب أربعة أشقّاء وثلاث شقيقات سبقته واحدة منهنّ هي المرحومة سيلين إلى دار الخلود، وهو كبيرهم. رأى في وجه عمّه المرحوم البرديوط جرجس جبران الخوري علامة جذّابة إلى الكهنوت، ولؤلؤة كهنوتيّة كان لها الأثر العميق في سماع النداء الإلهيّ إلى الرسالة المقدّسة وتلبيته بفرح والتزام".
وأوضح الراعي، أنه "كسب الكاهن طانيوس الخوري من تربيته المسيحيّة والكهنوتيّة أجمل الفضائل كالتقوى والنبل الأخلاقي وروح الصلاة والتفانيّ في العطاء والتواضع على رفعة والفرح الداخليّ والكلمة اللطيفة والإبتسامة المحبّبة. فانتخبه سينودس أساقفتنا مطرانًا لأبرشيّة صيدا، خلفًا للمثلّث الرحمة المطران إبراهيم الحلو، في دورة حزيران 1996. ومنحه البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني الشركة الكنسيّة، وتسلّم مقاليد الأبرشيّة في تشرين الأوّل من السنة نفسها".
وشدد على أنه "تعاون مع السادة المطارنة رؤساء الأبرشيّات الصيداويّة ومؤمنيها في الشهادة للإنجيل وتعزيز الإيمان المسيحيّ. وعزّز علاقات الصداقة والأخوّة مثل أسلافه مع المرجعيّات الإسلاميّة السنية والشيعية في صيدا العزيزة ومنطقتها، ومع مشايخ وقادة الإخوة الموحّدين الدروز في الشوف. فاحترمهم جميعًا وأحبّهم ومدّ إليهم يد التعاون، وسهر معهم على بناء مجتمع وطنيّ واحد يتأمّن فيه خير الجميع وخير كلّ إنسان".
وأكد الراعي، "أنّها عشر سنوات مملوءة بالنشاط المتنوّع، متكّلًا على مسبحة ورديّة العذراء التي لم تفارق يده. ولـمّا قدّم إستقالته من إدارة الأبرشيّة لبلوغه السنّ القانونيّة، تسلّم رعايتها سيادة أخينا المطران الياس نصّار، ومن بعده سيادة أخينا المطران مارون العمّار. عاش فترة من الزمن مع أهل بيته في صغبين العزيزة. ثمّ بدعوة منّا عاش معنا في دار مطرانيّة جبيل بعمشيت، ومن بعدها في الكرسي البطريركيّ-بكركي والديمان. فكان لنا مثالًا في التواضع والطيبة والصلاة والإلتزام بالواجبات الروحيّة الجمهوريّة. فأحببناه كلّنا مع المطارنة والآباء والراهبات في الكرسيّ البطريركيّ وجميع الموظفين. وها هم جميعًا يحزنون لفقده ويشاركوننا الصلاة لراحة نفسه".