توقع مصدر دبلوماسي عبر "اللواء" ان يصل الرد المكتوب (أو المقترح) من الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود آموس هوكشتاين الى المسؤولين اللبنانيين خلال 48 ساعة ليبنوا على الرد مقتضى الموقف النهائي بالقبول او رفض استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الاسرائيلي، برغم كل الكلام الاميركي والاسرائيلي عن "تقدم وتضييق الفجوات وقرب التوصل الى اتفاق".
إسرائيل: تفاؤل أكبر بالترسيم
على صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو، ذكرت "الاخبار" بانه لم يطرأ جديد على المتابعات اللبنانية التي كررت توقع وصول مسودة خطية من الوسيط عاموس هوكشتين خلال يومين، وهو الأمر نفسه الذي أشير إليه أمس في تل أبيب، وكشفت القناة 12 العبرية أن إسرائيل تلقت بلاغاً بأنه في الأيام المقبلة ستقدم واشنطن مسودة الاتفاق بكل تفاصيله، وأن الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية، مدعوتان إلى اتخاذ قرار بالموافقة. وبعيداً من الدخول في التفاصيل ستتم التسوية بين المطلبين اللبناني والإسرائيلي، عبر خط وسطي يمكن للدولتين التعايش معه.
أما القناة 13 فاعتبرت أن جلسة المجلس الوزاري المصغر المفترض أن تنعقد الأحد المقبل، لمناقشة هذه القضية، بمثابة مؤشر على اقتراب موعد التوقيع بين لبنان وإسرائيل، بخاصة أن هذا المجلس هو المعني بالمصادقة النهائية والنقاشات الرسمية تجرى ضمن إطاره.
19 ألف وظيفة شاغرة في القطاع العام
على صعيد منفصل، اشارت صحيفة "الاخبار" الى ان هناك 19 ألف وظيفة شاغرة في القطاع العام من أصل 27 ألف وظيفة. رقم يعكس حال الإدارات الرسمية، الذي يسوء في ظلّ هجرة واسعة منها. موظفون ومعلّمون وأساتذة جامعيون تسرّبوا بطرق أو بأخرى من عملهم، نحو أعمال أخرى في لبنان أو خارجه، بعدما بات راتب الوظيفة العامة يساوي 4.5% من قيمته قبل الأزمة.
تمتدّ المشكلة إلى كل الفئات الوظيفية، من الأولى (القضاة والمديرين العامين)، وصولاً إلى الفئة الخامسة (حُجّاب وسائقين). والفئة الأخيرة هي الأكثر مظلومية، إذ لا يتخطى راتب العاملين فيها الـ 900 ألف ليرة. إذاً، الوظيفة العامة انتهت، و"الناجي من يجد فرصة عمل ويترك القطاع العام" بحسب رئيس مصلحة القضايا في الضمان الاجتماعي، صادق علوية.
رحيل النخبة
"الكفاءات رحلت"، تجزم رئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي، وتخرج دفاترها لتقرأ مؤشرات "الرحيل". تتكلم مشموشي عن "1100 موظف تركوا الخدمة خلال العامين الماضيين فقط، وهذه الأرقام هي التي مرّت بالمسار القانوني، أي عبر مجلس الخدمة المدنية، بينما هناك معلومات لم تتّضح بعد بسبب الإضرابات". أما من يتركون العمل وفق صيغة "إجازة بلا راتب" فلا يمكن للمجلس تحديد أعدادهم بسبب عدم إرسال إداراتهم هذه المعلومات إلى المجلس.
المشكلة تنسحب على كلّ الوزارات بمختلف مديرياتها، في جهاز التعليم الثانوي وحده غادر ما يقارب 2100 أستاذ، أكثريتهم طلبوا إجازات من دون راتب نظراً إلى عدم وجود شروط صعبة للموافقة عليها، ومنهم من اختار "الاستيداع"، أو طلب وضعه خارج الملاك. هؤلاء الأساتذة أصحاب خبرات لا يمكن تعويضها. رئيسة رابطة التعليم الثانوي ملوك محرز تؤكّد على فكرة "تفريغ المؤسسات التربوية من الكادر المؤهل"، وترى أن "هذه الهجرة ستؤدي إلى إضعاف المدرسة الرسمية وتجويفها".
"الخروج من المشكلة ليس صعباً" بحسب مشموشي،، ولكن علينا التفكير بطريقة مغايرة. "الدولة يجب أن تبتغي الربح، وعليها تحصيل واردات لتتمكن من تقديم الخدمات". ولكن في المقابل، "الحلول القطاعية (دفع حوافز مثلاً) مرفوضة لأنّها مخالفة لمبدأ شمول الموازنة وشيوعها"، ولأنّها تؤدي أيضاً إلى "هجرة داخل القطاع العام". دعم رواتب وزارة معيّنة سيدفع بالموظفين لمحاولة الانتقال إليها لتحصيل هذه البدلات، وبدلاً من ذلك على الدولة أن تدفع لموظفيها بدلات نقل مجزية "تساعد في الوصول إلى العمل، فكيف يمكن أن تطلب من موظف الوصول إلى مركز عمله براتب لا يكفي لدفع بدلات النقل"، بالإضافة إلى إعادة الهيكلة وتفعيل الرقابة والتفتيش، وتقارير الإنتاجية.