ذكر السيد علي فضل الله، خلال خطبة صلاة الجمعة في حارة حريك، أن "معاناة اللبنانيين المستمرة على الصعيد المعيشي والحياتي والتي تزداد تفاقماً في هذه الأيام مع بدء العام الدراسي للأعباء التي باتت تثقل كاهل أهالي الطلاب لارتفاع الأقساط المدرسية والجامعية والكلفة العالية للقرطاسية ولانتقال الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم"، وأمل أن "تكلل الجهود التي تبذل من قبل وزارة التربية الوطنية لفتح المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية بالنجاح وتزول العقبات التي قد تقف في طريقها لضمان مقاعد للطلاب غير القادرين على الدخول إلى المدارس والجامعات الخاصة".
واوضح، أنه "مع الأسف يأتي كل هذا التردي من دون أن يكون له صدى لدى من يديرون الواقع السياسي، فهم لا يكتفون بعدم إيجاد الحلول الناجعة التي تضمن إخراج البلد من حال التردي التي وصل إليها، بل يستمرون بما اعتادوا عليه من مد أيديهم إلى جيوب اللبنانيين الفارغة وغير القادرة على تحمل المزيد لتأمين احتياجات الخزينة التي فرغت بسبب الفساد والهدر الذي كانوا شاهدين عليه أو مشاركين فيه، والذي بدا واضحاً من خلال الموازنة التي أقرت وتركت أعباء إضافية على المواطنين".
ولفت فضل الله، إلى أن "الموازنة التي حصلت رغم أهمية إجرائها وبعض الإيجابيات التي حصلت من خلالها إلى مدى التنكر الذي يعيشه من يفترض بهم، لقد اشارت إلى أن يكونوا تعبيراً صادقاً عن معاناة اللبنانيين، فهي لم تأخذ في الحسبان الأوضاع المعيشية السيئة للناس ولم تأت بناءً على خطة مدروسة للإنقاذ ولم تعالج الأزمات الملحة التي يعاني منها اللبنانيون".
واضاف: "لقد كنا نأمل أن يستيقظ كل هؤلاء بعد كل الذي جرى مع المركب الغارق الذي خلف وراءه أكثر من 100 ضحية وأن يستفيقوا، ولكن مر هذا الحدث عليهم وكأنه لم يحصل، ومنهم من ألقى باللائمة على الضحايا أو على من أودعهم هذا المركب من دون أن يفكر هؤلاء في السبب الذي جعل الضحايا يستقلون هذا المركب في الوقت الذين كانوا يعرفون ما يمكن أن يؤدي إليه من مخاطر".
وشدد فضل الله، على أنه "لا يكفي محاسبة المسؤولين المباشرين عن الحادثة من أصحاب المركب أو مافيات الهجرة وإن كان ذلك ما ندعو إليه لإيقاف مراكب الموت هذه، بل لا بد قبل كل ذلك من محاسبة أولئك الذين أوصلوا البلد إلى الانهيار والذي دفع هؤلاء المستضعفين الضحايا إلى الهروب من بلد أحبوه بحثاً عن لقمة عيش كريمة".