اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خلال الاحتفال التكريمي للعلامة الراحل السيد محمد علي الأمين، أن "من عاصر السيد الأمين وأمثاله من العلماء المجاهدين، يعرفون أكثر من غيرهم نعمة ما نعيشه اليوم من أمن وأمان وعزة، فالاحساس بالأمن والطمأنينة والسكينة والسلام الداخلي والعزة والكرامة لأنهم بأيديهم وسواعد رجالهم صنعوا هذه العزة والأمن.. هذا انتصار صنع في لبنان وصنعها أهلها وعلماء أمثال السيد الأمين وجيله والأجيال التي تربت في مدرسته، فنحن في عالم ليس فيه قيم ولا قانون دولي ولا أخلاق بل تحكمه أسوأ شريعة غاب منذ بدء الخلق لان قدرات القتل والتزوير والافساد المتاحة بأيدي البشر لم تكن متاحة في زمن من الأزمنة، لذلك يجب التمسك بقوة بنعمة المقاومة ولا نتأثر بكل تلك الاصوات التي لا تقدم بديلا بل تتحدث خيالات وسراب واوهام".
من جهة أخرى، أشار السيد نصر الله في موضوع الحدود البحرية وحقول النفط والغاز، الى أنه "بعد هذه الأشهر من الجهد والجهاد والنضال السياسي والاعلامي تسلم الرؤساء النص الرسمي من الجهة الوسيطة وهذه الخطوة مهمة جدًا، أهمية ما جرى أن هناك نصا مكتوبا مقدما للرؤساء الثلاثة، وكنت دائمًا أردد منذ أشهر أن هذه هي وظيفة الدولة ومسؤولية الدولة وهي التي تأخذ القرار الذي تراه مناسبا لمصلحة لبنان، هذا يعني أننا أمام أيام حاسمة في هذا الملف، وسيتضح خلال الأيام المقبلة الى اين ستتجه الأمور".
وأردف: "نأمل أن تكون خواتيم الأمور جيدة وطيبة واذا وفّق الله لنتيجة جيدة وطيبة فذلك سيفتح أفاقا كبيرة وواعدة للشعب اللبناني، واليوم ان شاء الله هذا الملف اذا وصل الى النتيجة المطلوبة سيكون نتاج الوحدة والتعاون والتضامن الوطني، في ناس للأسف ما حابين الموضوع يزبط لأنهم مش شايفين فيه الا الموضوع الحزبي، لكنه حصيلة نموذج استخدام عناصر القوة المتاحة لدينا".
وعن الوضع في المجلس النيابي والجلسة الأخيرة، شدد السيد نصرالله على أنه "لا يوجد فريق سياسي أو تحالف سياسي حالي يملك الأكثرية في البلد، وأكدت جلسة الخميس النيابية أن من يريد انتخاب رئيس جمهورية للبنان يجب أن يبتعد عن منطق التحدي وعن رؤساء ومرشحي تحدي، وكيف تبني بلدا مع رئيس تحدي يريد تحدي جزءا كبيرا من الشعب اللبناني المؤيد للمقاومة".
وعلق السيد حسن نصر الله على ملف الحكومة، مشيرا الى أن "الوقت بدأ يضيق وما زلت أحمل الأمل ونأمل أن يتم الوصول الى تشكيل حكومة في الأيام القليلة المقبلة".
وحول قوارب الموت، قال: "للأسف أكثر من حادثة وقعت وفي الحادثة الأخيرة وفقدت أكثر من 90 روح عزيزة وهذا أمر محزن لكل من لديه حد أدنى من المشاعر الانسانية والناس الطبيعيون يتأثرون ويتألمون، نجدد العزاء لأهالي هؤلاء الضحايا والأهم أن يكشف حقيقة ما جرى ويجري في أكثر من حادثة، وما يجري أشبه بالجريمة المتكررة بين الحين والآخر، هذه جريمة ترتكب بحق هذه العائلات والأطفال الرضع الذين شاهدنا صورهم في هذه الحادثة المؤلمة، ولا يجوز التساهل الى مستوى المشاركة في قتل أطفال من خلال هذا التهاون والتقصير الفادح".
وفي السياق، أشار الى أنه "من واجبنا أن نتوجه بالشكر الى السلطات والحكومة السورية والى الأهل الشرفاء في جزيرة أرواد لأن أهل الجزيرة كانوا يغامرون بانفسهم لانقاذ الأحياء واستعادة أجساد الضحايا بالنيابة عن كل اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين نتوجه بالشكر الى هؤلاء".
دوليا، شدد الأمين العام لحزب الله على أنه "لم يعد الحدث الروسي - الأوكراني حدثا اقليميا لكن مع الاحداث الأخيرة نحن أمام تطور دولي كبير وهائل سيترك انعكاسه على كل العالم ولبنان معني بمواكبة هذا التطور من موقع المسؤولية والحرص".
وفي السياق الدولي، اعتبر نصرالله أن "داعش لم تنته، حكومة ودولة داعش سقطت، لكن داعش كجماعة ومشروع، واستخدام داعش ما زال قائما، وأكثر من 50 شهيدًا لم يرمش جفن لأحد في هذا العالم لأجلهم لأن هذا دم مباح لا قيمة له أما في ايران يتم استغلال أي حادث ولو كان غامضا أو غير مفهوما لأجل التحريض على هذا النظام، وهناك محاولة احياء لداعش في سوريا والعراق هناك داعش قوية في افغانستان وتضرب في كل اسبوع ومن صنعها ويحميها هي أميركا والمخابرات الأميركية، وايران منذ الأيام الأولى لانتصارها هي موضع استهداف، وعشرات ومئات الفضائيات والجيوش الالكترونية والهدف هو التحريض على ايران والرهان هو على الداخل، وما يحصل معنا في لبنان هو ليس كرم الأميركيين والصهاينة بل لأن لبنان قوي ومقتدر".
وتابع: "في ايران يفترضون أحداثا ويبنون عليها أوهامًا وآمالا وسرابا وقد صنعت أجواء في بعض الاعلام الخليجي أن المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي توفي وهذه أمانيهم وقد ظهر في مناسبة الأربعين وخطب واقفًا وبصحته أطال الله بعمره، وايران قوية وعزيزة ومقتدرة وشعبها متمسك باسلامه ودينه ونبيه وأهل بيت نبيه، ويكفي لهؤلاء الأغبياء والحمقى أن يشاهدوا أيام محرّم وصفر والزيارات اليومية الى مقام الامام الرضا والسيدة المعصومة في مشهد وقم ومظاهرات الشعب الايراني في المناسبات المختلفة والتشييع التاريخي الذي لا مثيل له الى اليوم لقائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني".
وأضاف: "أقول لمحبي الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تحزنوا ولا تتأثروا ولا تتألموا هذه الجمهورية الاسلامية والمباركة التي كتب في دستورها أن الحاكم الحقيقي لهذه الدولة هو الامام الحجة المهدي هي أقوى وأرسخ و أشجع من اي زمن مضى ولا تتأثروا لا بالأخبار ولا الشائعات، والاعلام الغربي والخليجي يعمل على خلق عداء بين الشعوب العربية والجمهورية الاسلامية في ايران".
وعن الملف العراقي، اوضح أنه "يجب أن أخص الشعب العراقي العزيز ولا أريد أن أتدخل في الشؤون الداخلية، التحريض الدائم على ايران وتقديم الشعب الايراني كعدو لشعوب المنطقة خطة أميركية استكبارية شيطانية لتمزيق صفوف هذه الامة، وهذه الجمهورية الاسلامية هذه النظام والشعب والقيادة أقول لكم من موقع التجربة، لدينا علاقة من 40 سنة ونقاشات وشهدنا سويا تحديات كبيرة وخطيرة، لله سبحانه وتعالى أقول وأشهد بهذا في الدنيا والآخرة أن ايران لا تريد شيئا من الشعب العراقي، فإيران تبذل من امكانياتها بل من دماء كبارها وشبابها لأجل أن يكون شعب العراق آمنا سليما حرا عزيزا كريما كيف يمكن لشعب العراق أن ينسى حضور سليماني والشهداء ووقفة ايران والمسؤولون العراقيون يوضحون ذلك يوميا".
وأردف عن الملف العراقي والإيراني: "كل من يقول للشعب العراقي أن ايران لديها نوايا استعمارية هو كاذب وخائن وجبان مين ما كان يكون، قد تختلف مع ايران ما في مشكلة وقد يكون لديك ملاحظات على أداء يعض المسؤولين ما في مشكلة لكن ان تتحول الى موقع العداء مع ايران هذا لمصلحة من ولخدمة من؟ لو لم تكن ايران اين كانت فلسطين والقدس ولبنان واين كانت اسرائيل؟ اليوم أهم عنصر قوة في محور المقاومة للبنان وفلسطين وسوريا والمنطقة كلها هي ايران، اعرفوا صديقكم وتمسكوا به وحافظوا عليه.. واعرفوا عدوكم واذا أردتم أن لا تقاتلوه على الأقل لا تلجؤوا اليه لأنكم لن تجدوا لديه حضنا دافئًا بل خيانة، فمثلا، أميركا تقاتل روسيا حتى آخر أوكراني".