لفت السفير الصيني تشيان مينجيان في لبنان، إلى أنّ "في تشرين الثاني من العام الماضي، احتفلت الصين ولبنان بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مما أثار استجابة حَمَاسية. وفي هذا العام، يتقدم التعاون الثنائي بثبات في السياسة والاقتصاد والتجارة والثقافة والصحة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والرياضة وغيرها من المجالات".
وخلال كلمة له في الذكرى الـ73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، أكّد أنّ "الجانب الصيني سيواصل دعم سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه كالمعتاد، والمشاركة الفعالة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، وتقديم ما في وسعه من المساعدات إلى الجانب اللبناني في إطار التعاون الثنائي والتعاون الجماعي الصيني العربي، وتقديم مساهمة أكبر للحفاظ على السلام والتنمية في لبنان والمنطقة".
وشكر مينجيان "جميع الأصدقاء اللبنانيين على اهتمامهم بالصين ومتابعة أحوالها، وأشكر الأصدقاء اللبنانيين والمواطنين الصينيين في لبنان على مساهمتهم في توطيد الصداقة الصينية اللبنانية وتعزيز التعاون القائم على المنفعة المتبادلة بين البلدين. وأتمنى لكم موفور الصحة والعافية والنجاح والتوفيق".
في الشأن الصيني، أشار إلى أنّ "هناك حدث كبير آخر للصين في هذا العام. سيعقَد المؤتمرُ الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني بعد نصف شهر. سيتم خلال المؤتمر الاستعراض الشامل للإنجازات الهامة والخبرات الثمينة للإصلاح والتنمية في الصين، وستُرسَم فيه الخطوط العريضة لتطور الصين في المرحلة المقبلة".
وأكّد السفير الصيني، أنه "لم تتغير أساسيات الاقتصاد الصيني المتميزة بالتوجه نحو الأفضل على المدى البعيد، ولن يتغير تصميم الصين على الإصلاح والانفتاح. ستتوفر التنمية الجديدة في الصين المزيد من الفرص الجديدة للبلدان الأخرى وستضُخُ المزيد من الزَخْم الجديد في اقتصاد العالم".
وذكر أنّ "في الوقت الراهن، تتطور التغيرات غير المسبوقة في العالم منذ مائة سنة بشكل متسارع، وما زالت جائحة كورونا تتفشى، وتتعدّل العلاقات بين الدول الكبرى بشكل عميق، وتنتشر وتمتد الصراعات الجيوسياسية باستمرار، ويواجه المجتمع البشري العديد من الصعوبات والتحديات. تعالت أصوات جميع البلدان الداعية للعدالة والإنصاف الدوليين، وأصبحت رغبة الشعوب في التنمية والتعاون أكثر إلحاحًا. منذ أيلول من العام الماضي، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي الأمر الذي يهدِف إلى الدفع بإقامة المجتمع المشترك للأمن الدولي وعلاقات الشراكة للتنمية العالمية، حيث حصل على الاستجابة الإيجابية من المجتمع الدولي".
وشدد على أنّ "الصين والدول العربية شركاء استراتيجيون للتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه المستقبلي. واستمر التعاون العملي الصيني العربي في مختلف المجالات في التعمق والترسيخ. كما حافظ الجانبان على التنسيق الوثيق بشأن القضايا الساخنة في الشرق الأوسط وساهما بشكل مشترك في الحفاظ على السلام والتنمية في المنطقة".
وأعلن أنه "ستواصل الصين تعزيز التضامن والتعاون مع الدول العربية، وبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك، وتعزيز تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، والعمل معا لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك للعصر الجديد".