انطلاقة متعثرة في مدارس وكالة "الاونروا" في لبنان، خلاصة ما وصلت اليه القوى السياسية واللجان الشعبية والمجلس التربوي الفلسطيني بخلاف كل وعود الادارة ودائرة التربية والتعليم بتأمين عام دراسي ناجح وآمن، اذ كشفت انتظام التدريس على مدى ثلاثة اسابيع فقط، عننقص حاد في الكتب والقرطاسية والمعلمينواكتظاظ الصفوف ونقص المقاعد الخشبية، ما أجبر الطلاب على الجلوس أرضا حينا أو كل ثلاثة على مقعد واحد حينا آخر، وسط غياب تام لاجراءات الوقاية من فيروس "كورونا".
واثارت صورة على "مواقع التواصل الاجتماعي" لعدد من الطلاب وهم يجلسون على الارض في أحد الصفوف المكتظة اثناء الحصة، ضجة كبرى في الاوساط الفلسطينية السياسية والشعبية والتربوية، حيث سارع المجلس التربوي الفلسطيني الى عقد اجتماع طارئمع رئيسة برنامج التعليم في وكالة "الاونروا" في لبنان ميرنا الشما ومدير التعليم في صيدا محمود زيدان، رافضا بشدة حشر ما بين 40 إلى 50 طالب في الصف الواحد، مطالباً ألا يتعدى عدد الطلاب ٣٥ شخصا في الصف الواحد.
وأوضح أمين سر المجلس التربوي الشيخ جمال خطاب لـ"النشرة"، ان القوى الفلسطينية استنفرتللوصول الى حلول سريعة لوقف استمرار تعثر انطلاق العام الدراسي، مشيرا الى وجودصفوف غير مناسبة للتدريس، مستغربا تحويل ممر بينها إلى قاعة لا توجد فيها أدنى متطلبات الصف"،متسائلا "كيف وافقت ادارة التعليم على وجود مثلها، وعلى أي أساس تربوي"؟!.
واشار خطاب الى النقص في المدارس"على الرغم من مرور ثلاثة أسابيع على بداية العام الدراسي، ما زالت هناك صفوف لا وجود للمعلمين فيها، ولا كتب كافية، ولا مقاعد تفي بالحاجة، مما يسبب الفوضى أو التعطيل وتناوب الطلاب في الحضور إلى المدرسة".
واكد الشيخ خطاب ان المجلس التربوي طالب "الاونروا" بتوفير كلفة المواصلات للطلاب الذين يأتون إلى المدارس في الباصات، خاصة وانها تعدت 500 الف ليرة عن الشخص الواحد، مما يثقل كاهل الأهل، وربما يدفعهم إلى إخراج أطفالهم من المدارس"، مشيرا الى انه في العام الماضي جرى ذلك من خلال تبرعات من خارج موازنة الاونروا، وقد وعد مسوؤلو التربية والتعليم بذل جهودهم مع الجهات المتبرعة لتأمين ذلك في ظل الازمة المعيشة والاقتصادية الخانقة.
الى جانب ذلك، ظهرت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي وما رافقه من تقنين بمادة المازوت لتشغيل المولدات، وقرار "الأونروا" الأخير بإجبار إدارات المدارس الإضاءة لأربع ساعاتفقط في اليوم، علماً أن الدوام هو 7 ساعات، والصفوف بحاجة للإنارة والتهوئة، خاصة مع بدء فصل الخريف واقتراب الشتاء، ناهيك عن عدم إعادة صيانة الصفوف خلال الصيف، مما جعل بعضها تعاني من "النش"، أو تعطل في المراوح أو نقص في سلات المهملات.
وعلمت "النشرة" ان المدير العام للوكالة منير منة أعطى موافقتهعلى تأمين ما يلزم من المعلّمينوتشعيب عدد من الصفوف، حيث جرى الاتفاق على اجراء مسح ميداني اليوم (الاثنين) لمدارس "الاونروا" للاطلاع على المشاكل والبحث عن حلول، بما فيها نقل تشعيب الصفوف او نقل طلاب الى مدارس أخرى اذا دعت الحاجة تفاديا لمشكلة الاكتظاظ والجلوس على الارض.
غير ان اتحاد المعلمين في لبنان كشف انه جرى تزويدإدارة "الاونروا" في وقت سابق بإحصائيّة دقيقة لأعداد الطّلبة في المدارس، واعتبرها كافية لتقوم بعمليّة التّشـعيب، الّا أنّ الوكالة لم تعتمدها"، قائلا"من المعيب عدم اعتماد أرقام المديرين والانتظار لحين إجراء عمليّة الفحص الميدانيّ، والتي سـتُرتّب مشاكل كثيرة جدّا نتيجة الأعداد الكبيرة في الصّفّ".
بينما أكدأمين سر"اللجان الشعبية الفلسطينية" في لبنان المهندس عبدالمنعم عوضعلى "تشكيل لجان في جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية، لإحصاء عدد الصفوف التي تشهد اكتظاظاً في عدد الطلاب وتقديمها لإدارة الوكالة في لبنان"،مطالبا إدارة "الأونروا" وبرنامج التربية والتعليم بـ"الإسراع في وضع استراتيجية تعليمية شاملة لضمان نجاح العام الدراسي، وإنجاز كل التحضيرات بشكل مبكر حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة"، داعيا لـ"الإسراع في سد الشواغر الوظيفية وفتح باب التوظيف لاستقبال طاقات شبابية جديدة".
ويؤكد تربويون فلسطينيون ان نجاح العملية التعليمية تتطلب ألا يتجاوز عدد الطّلبـة في المرحلة الابتدائيّة الدّنيا حاجز الـ٤٠ طالبًـا، وفي المرحَلتين الابتدائيّة العليا والمتوسّطة حاجز الـ٤٢ طالبًـا، وفي المرحلة الثّانويّــة حاجـز الـ٣٨ طالبا، بينما يتكدس حاليا الطلاب في الصفوف بطريقة غير مقبولة، محذّرين من كارثة تربوية تهدد مُستقبل 38 ألف طالب فلسطيني في مدارس "الأونروا" في لبنان،مؤكدين وجود "حالة من التخبُط الإداري والفوضى في التحضير لضمان بدء عام دراسي جديد بنجاح.