أكدّ العلامة السيد علي فضل الله، "التزامنا بمتابعة مسيرة العلم والتعلم بالرغم من كل الظروف الصعبة التي نعانيها ويعيشها هذا الوطن، ولكن تبقى هذه المسيرة على تألقها وتميزها واضعين نصب أعيننا مواصلة هذا الطريق، في محاربة الجهل والتخلف الذي يُراد له ان يتفشى في مجتمعنا، حتى يسهل ضربه من داخله وأسقاطه وفرض الشروط والاملاءات عليه".
وخلال حفل تخريج أقامته ثانوية عيسى بن مريم(ع)، في بلدة الخيام الجنوبية، أشار الى "أننا نملك الكثير من القدرات والطاقات التي بها نستطيع أن نبني وطناً مزدهراً على مختلف الصعد، وخصوصاً أنه لدينا موارد كثيرة، والإنهيار الذي وصلنا إليه كان بفعل تخلي أصحاب المسؤولية عن تحمل مسؤوليتهم والتفريط بالأمانة التي حملوها، فبدلا من ان يحفظوا مصالح الوطن وإنسانه ويحافظوا على ثرواته وموارده، نجد أنهم امعنوا فيها نهباً وفساداً وهدراً لحساب أنانياتهم ومصالحهم حتى أدخلوا هذا الشعب في نفق مظلم يبدو ان لا نهاية له".
ولفت الى ان "بات قسم منه يعيش على العون الذي يقدم له من المغتربين، والقسم الآخر لم يجد سبيلا أمامه إلا مراكب الموت ليغرق بعضهم، ويكمل البعض مسيرة الآلام حتى يجدوا المأوى وهل هناك افظع من مثل هذه الجريمة التي ارتكبت بحق الوطن".
وأكد فضل الله، ان "لا خيار لنا إلا احتضان هذا الجيل، وإعطائه الفرصة ليعبر عن طاقاته ورهاننا عليه في عملية تغيير الطبقة الفاسدة، وبناء وطن يقوم على العلم والأخلاق والعدالة، لان العلم من دون هذه القيم الأخلاقية يكون مدمراً ويسبب مشكلة للواقع، كما ان لا وطن يبنى بدون عدالة ومساواة"، داعيا الطلاب إلى "مد الجسور والتواصل وعدم التعصب، والانغلاق والتفتيش عن مكامن اللقاء والالتقاء مع الاخرين بدلا من التركيز على مواقع الخلاف والاختلاف".