وقع وزير الخارجية البولندي، زبيغنيو راو، مذكرة موجهة إلى ألمانيا، يطالب فيها بتعويضات عن الأضرار التي سببتها لبلاده الحرب العالمية الثانية.
وخلال اجتماعه مع وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في العاصمة البولندية وارسو، أشار الى ان "لدى بولندا وألمانيا فرصة معا لإيجاد نموذجا للتغلب على الصدامات الناتجة عن السياسة الإمبريالية، والنهب الإقليمي والمادي، ومحاولات استعمار وإبادة شعوب بأكملها، حيث لا يزال المجتمع البولندي يشعر بصدمة الهجوم الألماني المسلح عام 1939، ثم الاحتلال، فضلا عن تداعيات ذلك السلبية على الموارد البشرية والإمكانات الاقتصادية والتراث الوطني".
ووفقا لوزير الخارجية البولندي، فإن ذلك يمنع الدولتين من تطوير علاقاتهما، ويحد من فرص تعميق العلاقات الثنائية، مؤكدا على أنه "قد حان الوقت للتعامل مع هذه المشكلة، لذلك لجأت الحكومة التي أمثلها أمس إلى الحكومة الألمانية ببيان حول حل تلك القضية، فضلا عن تسوية مادية وقانونية عادلة وكاملة للأضرار والخسائر، حيث عانى البولنديون والدولة البولندية نتيجة للحرب العالمية الثانية".
وأكد أننا "نتطلع إلى تعاون جيد في هذا المجال مع الحكومة الألمانية، التي ينبغي أن تكون مثالا إيجابيا للتغلب على عواقب الاستخدام غير القانوني للعنف في العلاقات الدولية".
في الوقت نفسه، فإن الوزير البولندي أعرب عن قناعته بأن "موقف ألمانيا قد يتغير كنتيجة للحوار، فقط لأنه لا يمكن لأحد في ألمانيا أو بولندا أن يشير إلى نظام أخلاقي أو قانوني، يمكن للمجرم في إطاره أن يحدد بنفسه وبشكل حصري نطاق ذنبه وحدود مسؤوليته".
وكانت السلطات البولندية، في وقت سابق، قد طالبت ألمانيا بحوالي 1.3 تريليون دولار كتعويضات عن أضرار الحرب العالمية الثانية التي لحقت ببولندا، في الوقت الذي صرحت فيه الحكومة الألمانية مرارا وتكرارا بأنها لا تنوي دفع مبالغ إلى بولندا، حيث ترى برلين أنها دفعت فعليا تعويضات كبيرة جدا، ولا يوجد سبب للشك في رفض بولندا للتعويضات في عام 1953.