اختتم مجلس كنائس الشرق الأوسط "موسم الخليقة" 2022، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئاسته، بخدمة صلاة مسكونية تحت عنوان "اسمع صوت الخليقة"، أقيمت في كنيسة الصرح البطريركيّ في بكركي، عشية عيد القديس فرنسيس الأسيزي، وشارك في الصلاة كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكية البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان،
تضمن الاحتفال خدمة الصلاة المسكونية من كتيب "موسم الخليقة" 2022 العالمي، الذي قام مجلس كنائس الشرق الأوسط بتعريبه للسنة الثانية على التوالي. كما تخللته وقفات ترنيمية وموسيقية تمجد الخالق وتسبحه بأداء أعضاء من جوقة Kousan Male Choir - Hamazkayin ، جوقة الكلية القداسة الملكية Panayia وجوقة العمل الرعوي الجامعي. وقدمت مجموعة من مختلف الجماعات الشبابية أشجارا وفاكهة من ثمار الطبيعة تمت مباركتها أمام المذبح كرمز لعطايا الله الخالق إلى خليقته.
وأشار ميناسيان الى أن "دولا تتألم وتموت من الجوع والفقر، ودول تفرط في الغنى الفاحش. شعب يقتل ويضحمل، وآخر يستغل ذلك لزيادة أملاكه وأرباحه. إني آسف لما وصلنا إليه في أيامنا هذه، وقد فقدنا القيم الإنسانية، ونسينا وتناسينا خالقنا المحب، الرحوم، والرؤوف. أنا آسف لما نحن عليه من علل وأمراض روحية، لا بل أنا آسف لهذه الحروب التي تفتك بالبشرية، على الأرض التي اختارها الرب لنا جنة عدن، وله سكن عاش فيه متجسدا من الروح القدس، ولنا أذنان ولا نسمع، وعيون ولا نبصر الخطر الذي يحيط بنا، لا بل وإن رأيناه، شاركنا في الخراب والتدمير والقتل والتنكيل في ما بيننا. أردت اليوم الرجوع إلى بيتك يا رب لتأخذني مثل الإبن الضال. لقد ندمت على ما فعلته بالفكر والقول والفعل والإهمال. أرجع إليك نادما وراجيا أن تغمرني برحمتك وتفتح بصري بنعمة روحك القدوس، لأرى الحقيقة وأنذر نفسي لخدمتك في هذه الحياة".
وألقى الأمين العام الدكتور ميشال عبس كلمة أشار فيها الى أن "الكنيسة هي صوت الضمير الإنساني في هذا المجال وفي مجالات كثيرة، حيث قامت بدور الضامن للحق والعدالة. نحن في المجلس، نقوم باسم الكنائس مجتمعة ببعض العمل، وهي تقوم إفراديا بما تراه ضروريا في هذا المضمار، لكن الأذى الذي يصيب البيئة لا يأتي فقط من الصناعة، رغم أنها المصدر الرئيس للتنكيل بالبيئة. هناك مجالات عدة، حيث يقوم الناس بأذية البيئة، والتحدي يبدو كبيرا وقدراتنا في المجلس محدودة، لكننا نقوم بما نستطيع القيام به لعل في ذلك قدوة صالحة لسائر فئات المجتمع".
وعن احتفالات "موسم الخليقة": قال: "قمنا باحتفالات موسم الخليقة السنة الماضية على صعيد لبنان، وكانت التجربة الأولى ناجحة. ثم انتقلنا هذه السنة إلى المدى الإقليمي، فأقمنا الاحتفالات – الدينية التوعوية طبعا – في العديد من دول المنطقة، تحت شعار "العليقة المشتعلة"، نظرا إلى كثرة الحرائق التي عمت المعمورة، وهي مؤشر بيئة تتألم، وستترتب عليها نتائج ليست لخير البشريّة المتمادية في غيها. أمّا في السنة المقبلة، فستشمل احتفالاتنا كل البلدان التي تضم كنائس أعضاء في المجلس، وهذا العمل، مثل كل أعمال المجلس، هو نتاج مجهود جماعي تشترك فيه دوائر المجلس، كما سائر المؤسسات الكنسية. لذلك، لا بد من توجيه الشكر والتعبير عن الثناء لكل من ساهم في تحقيق هذا العمل وإنجاحه".
ثم أشعلت النار في الباحة الخارجية للصّرح البطريركي كرمز لشعار "موسم الخليقة" لهذه السنة، وهو "العليقة المشتعلة"، حيث اجتمع حولها المحتفلون وتشاركوا الفاكهة في جو أخوي مسكوني مشرقي.