أشار البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان كاثوليكوس كرسي بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك في الاشرفية، في كلمة ترحيبية بشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، إلى "أننا مدعوون للحفاظ على علاقاتنا على مر التاريخ التي سادها جو من الأخوة والصداقة، شاركنا فيها أفراح وطننا وأحزانه ومشاكله وتعاضدنا معاً لنشر السلام والمحبة والأخوة، وعملنا لحفظ كرامة الإنسان عندما حاول الشر أن يزيلها وما زال يحاول أن يفتك بشعبنا ككل ويعرّيه من كل حق في الحياة، في هذا الوطن الحبيب لبنان".
ولفت إلى "أنني من هذا الصرح الذي شيّده الكاردينال البطريرك غريغوريوس بطرس أغاجانيان، أناشد انطلاقاً من مسؤوليتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، في هذه الظروف التي يعيشها لبناننا، ألا نكل ولا نمل طلباً من أنفسنا ومن قادتنا، بحقوق شعبنا بالحياة الكريمة، والإلتزام الجاد بنشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام بين أبناء الوطن ككل، للتدخل بأسرع ما يمكن لوضع حد للصراعات والتدهور الاقتصادي والبيئي والمعيشي والثقافي والأخلاقي الذي يعيشه وطننا لبنان اليوم".
بدوره، تمنى شيخ العقل ان "نستطيع من مواقعنا الروحية العمل معا من اجل الانسان والمجتمع والوطن، وقد اتينا الى هذا الموقع لخدمة المجتمع ولتثبيت عناصر القوة التي تبدأ بالإيمان والاخوّة الإنسانية التي تجمعنا وبالشراكة الوطنية"، وأكد أن "مهمتنا تثبيت القواعد الأساسية وما يحفظ انساننا ومجتمعنا ووطننا وهذه مسؤولية ليست بالسهلة، خاصة في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة والعالم وقد واجهتنا منذ اتينا كل الى موقعه منذ سنة تقريبا، ظروف قاسية وتجاذبات قائمة".
واعتبر أن "الاهمية تكمن في التصدي لهذا الواقع الصعب بما أوتينا من ايمان وإنسانية وقوة، وان شاء الله نتمكن من بلسمة بعض الجراح وتخفيف بعض الآلام وحث المسؤولين على تحمّل مسؤولياتهم، لان الوطن لم يعد يحتمل والشعب يعاني الكثير. فهناك استحقاقات داهمة لا بد من ان تؤخذ بالاعتبار وبأن يُحترم الدستور ولا يجوز التلّهي بخلافاتنا ونزاعاتنا كسياسيين، الذين يجب عليهم تحمّل مسؤولياتهم الكاملة وعلى الدول المعنية بالشأن اللبناني ان تساعد أيضا في لم الشمل ودفع المسؤولين باتجاه الإصلاح وتحقيق المطلوب".
وشدد شيخ العقل، على أن "المسؤولية داخلية وخارجية في آن، باعتبار واقعنا غير منفصل عن الخارج وان كانت المسؤولية الداخلية تبقى الأهم، فكفى مماطلة وتجاذبات وخلافات، فمصلحة الوطن العليا تقتضي من الجميع التنازل والعمل لأجلها، هذه هو نداؤنا اليوم".
وتابع: "أتوجه دائما الى ضرورة عقد قمة روحية، وهي حاصلة بإذن الله تعالى، لأننا جميعا نتطلع من مواقعنا الروحية اليها. صحيح هناك لقاءات ثنائية بيننا لكن لا بد من القمة التي ربما ان عوامل وضغوطات الواقع الحياتي والوقت تؤخرها بعض الشيء من دون معوّقات أخرى، وامام الرؤساء الروحانيين امل باللقاء قريبا، علّه يساهم في طريق الإصلاح ومعالجة الأمور"، وأوضح أن "اللقاء الروحي لا يحل المشكلة في لبنان لكنه عامل مهم، للدفع باتجاه الحل، هذا رجاؤنا واملنا ان شاء الله".