أطلقت كازاخستان عملية إعادة تشغيل شاملة لمؤسسات الدولة الرئيسية وفقًا للاستراتيجية الجديدة لرئيس الدولة قاسم جومارت توكاييف.
واكد الرئيس على أهمية تعزيز التوافق الوطني والشراكة بين الحكومة والمجتمع على أساس مفهوم "الدولة المصغية". واطلقت مبادرة اعلان صيغة جديدة للنظام السياسي بعنوان "رئيس قوي - برلمان نافذ - حكومة خاضعة للمساءلة"، بهدف تحديث الحياة الاجتماعية والسياسية للبلد، واعطاء الحق لمواطني كازاخستان عقد اجتماعات سلمية، وإتاحة الفرصة لانتخاب (أكيم) رؤساء بلديات المناطق والبلدات.
وقد عززت الدولة حماية الحقوق الدستورية للمواطنين عبر إنشاء المحكمة الدستورية، ومنح مفوض حقوق الإنسان الحصانة، وإلغاء عقوبة الإعدام وشروط مبسطة لتسجيل الأحزاب السياسية، كما تم تخفيض الحد الأدنى لعدد المشاركين من 40.000 إلى 5000.
وتم اعتماد النظام الانتخابي المختلط (70٪ على أساس نسبي، 30٪ على أساس الأغلبية). ولأول مرة منذ 2004 منح حق التصويت ضد جميع المرشحين. وبموجب القواعد الجديدة، تم تغيير ولاية الرئاسة من 5 سنوات إلى 7 سنوات، دون الحق في إعادة الانتخاب، فهذا النموذج لن يسمح بعد الآن لشاغل الوظيفة باستغلال سلطة الدولة. وتم استبعاد التيمييز السياسي واتاحة الفرصة للضغط على مصالح القوى السياسية والأوليغارشية.
وللحصول على تفويض ثقة الناس، اتبعت سياسة متسقة ومنفتحة هدفها بناء كازاخستان عادلة، حيث ستستجيب الدولة بسرعة وفعالية لجميع الطلبات البناءة من المواطنين من خلال الحوار المستمر بين الحكومة والمجتمع.
ووفقًا لمستشار الدولة في كازاخستان يرلان كارين، فإن "الإصلاحات السياسية في كازاخستان "ستضمن التناوب المنتظم للسلطة، والقدرة على التنبؤ والتحليل ما يضمن استقرار النظام السياسي ككل".
ولفت الى ان "توكاييف، ومنذ اللحظة التي تسلم فيها حقيبة رئيس كازاخستان، واصل تكتيكات سياسة متعددة الجهات، ويفعل العمل النشط لتعزيز التعاون مع العالم التركي. وقد وقعت كازاخستان مع تركيا اتفاقية "شراكة استراتيجية معززة" وتوصلت إلى اتفاق بشأن إنتاج طائرات استطلاع وهجوم عسكرية تركية بدون طيار في كازاخستان".
وذكر بان "أستانا دعمت أذربيجان في الخلافات الجارية بين باكو ويريفان بشأن الوضع في ناغورني كاراباخ. وفي الوقت نفسه، بدأت كازاخستان في الترويج بنشاط لمصالحها في الخليج العربي والشرق الأوسط كإيران والمملكة العربية السعودية وقطر".
واشار الى ان "أستانا تستمر في لعب دور لوبي ضاغط ونشط من أجل محادثات السلام لحل الصراع السوري. وتولي كازاخستان اهتمامًا خاصًا لسياسة بكين. وقد قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بأول زيارة خارجية له إلى كازاخستان بعد الوباء، معلنا أن العلاقات بين البلدين "ثابتة كصخرة". مؤكداً على أن مصالح الصين في هذه المنطقة تتركز بشكل أساسي على كازاخستان".
وفي الوقت نفسه، يستمر الحوار مع الاتحاد الأوروبي. علاوة على ذلك، أكد توكاييف لرئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل أن كازاخستان جاهزة للمساعدة لتذليل الخلافات الجيوسياسية بين الغرب وروسيا. والعمل "كسوق عازلة" بين الشرق والغرب والجنوب والشمال.
كما ان انعقاد المؤتمر السابع لقادة الأديان العالمية والتقليدية بمشاركة وحضور البابا فرانسيس في أستانا في ايلول من هذا العام وفي وضع جيوسياسي صعب في العالم، هو خير شاهد على الاعتراف بكازاخستان كمنصة حوار فريدة لمناقشة وحل القضايا العالمية التي تهم العالم.
وتُظهر الإصلاحات الأساسية والشاملة التي يتم إجراؤها في البلاد التزام كازاخستان بإضفاء أفكار ديمقراطية على المجتمع، حيث تكفل الدولة حقوق وامن كل مواطن. كما ان الإجراءات المتخذة لتحويل السلطة بهدف الوحدة والتضامن الداخلي ووحدة البلاد تخلق عوامل إضافية، تكفل وضع كازاخستان كشريك مستقر موثوق على المسار الخارجي.