ينطلق قطار الحوار الفلسطيني مجددا في الجزائر يوم غد الثلاثاء، حيث من المقرر ان تلتقي الفصائل الفلسطينية يومي 11 و12 تشرين الاول الجاري، لمناقشة المبادرة الجزائرية لإنهاء الانقسام، بعد تأخير دام اياما بسبب بعض نقاط الخلاف بين حركتي "فتح وحماس" وخاصة فيما يتعلق منها بالانتخابات ومواعيدها والحكومة الفلسطينية والموظفين.
وسيشارك في الحوار، اربعة عشر فصيلا من بينهم حركتي "فتح" و"حماس"، الجهاد الاسلامي، "القيادة العامة" وجبهة التحرير الفلسطينية والشعبية والديمقراطية، وباقي الفصائل الفلسطينية في اطار "منظمة التحرير الفلسطينية" 10 فصائل، وتحالف القوى الفلسطيني 4 فصائل (حماس، الجهاد، القيادة العامة والصاعقة) اي الذين شاركوا سابقا في حوارات القاهرة على مر السنوات الماضية.
ورحبت الفصائل الفلسطينية بالمبادرة الجزائرية حيث بذل رئيسهاعبد المجيد تبون،جهودا كبيرة للوصول إلى رؤية جامعة تتفق عليها أطراف العمل الوطني الفلسطينيكافة، قبيل انعقاد القمة العربية على اراضيها في الاول والثاني من تشرين الثاني المقبل، تطوي صفحة الانقسام وتحقق الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، في ظل الانشغال العالمي بالحرب الروسية-الاوكرانية وتصعيد "اسرائيل" لاعتداءاتها الوحشية على الضفة الغربية وغزة ومحاولة تدنيس المسجد الاقصى وتهويد القدس واستكمال بناء المستوطنات وجدرا الفصل العنصري.
غير ان مصادر فلسطينية أبلغت "النشرة"، ان ثمة عقبات تحول دون انجاز المصالحة الكاملة بدون المشاركة المصرية التي تلعب دورا محوريا في الملف الفلسطينيمنذ سنوات طويلة وحاولت أكثر من مرة انهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني ترتيبًا كاملًا وشاملًا على أسس وطنية صحيحة، الا انها اصطدمت بالعقبات والشروط.
وكان الرئيس الجزائري تبّون قد أعلن في كانون الأول 2021 اعتزام بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، ولاحقا استقبلت الجزائر وفودا تمثل الفصائل واستمعت منها إلى رؤيتها حول إنهاء الانقسام الذي تعاني منه تعاني الساحة الفلسطينية سياسيا وجغرافيا منذ صيف 2007، حيث تسيطر حركة حماس على قطاع غزة في حين تدير الضفة الغربية الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة "فتح".
حماس وسوريا
الى جانب الحوار الوطني، تخطو حركة "حماس" خطوتها التالية نحو سوريا، اذ من المتوقع ان يقوم وفدا قياديا برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة خليل الحية، زيارة دمشق خلال الايام القليلة المقبلة، لفتح صفحة جيدة بين الحكومة السورية والحركة، بعد قطيعة دامت أكثر من عشر سنوات مع اندلاع الاحداث في سوريا في العام 2012، ومغادرة قيادات الحركة باتجاه قطر ودول أخرى.
وتعتبر الزيارة الخطوة الثانية للحركة بعدما اصدرت بيانا في منتصف شهر ايلول الفائت، اعلنت فيه عن استئناف العلاقات مع سوريا و"على مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية في إطار قرارها باستئنافها. خدمة لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا.
ويتوقع ان تتم الزيارة في 20 الجاري بعد انهاء جولة الحوار الوطني في الجزائر، حيث سيلتقي الوفد كبار المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الاسد، للبحث في سبل إستئناف العلاقات الثنائية على أسس جديدة ووطيدة من شأنها إزالة رواسب القطيعة، والانطلاق نحو افق جديد يعزز قوة محور المقاومة وترابط مكوناته في مواجهة أعدائه الكثر.
وسيضم الوفد الحمساوي عدداً من قيادات الحركة، ابرزهم عضو مكتب العلاقات العربية والاسلامية، منهم أسامة حمدان، وممثل الحركة في لبنانأحمد عبد الهادي،وتؤكد مصادر فلسطينية لـ "النشرة" ان ايران والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله لعبا دورا بارزا في انهاء القطيعة، مع شعور "حماس" المتزايد بأن بعض الدول التي احتضنتها بدأت تشدّ الخناق عليها، وبعد قراءة متأنية للمشهد السياسي وحالة الاصطفافات الجديدة التي تتشكّل في المنطقة، رغم الانقسام الداخلي في الحركة حول القرار والذي يقوده رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل.