أشار رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، خلال قداسٍ أقيم في كنيسة التجلي في بلدة رميش، برعاية راعي ابرشيات صور وبنت جبيل ومرجعيون المطران شربل عبدالله، إلى أنه "لن تكون هذه الزيارة إلى رميش يتيمة، بل هي فاتحة زيارات ستقوم بها الرابطة المارونية إلى البلدات والقرى الحدودية في جنوب لبنان. رميش بلدة من لبنان وفي قلب لبنان. وهي في الخط الامامي، العين الساهرة والراصدة، والضمير القلق لوطن، شاءت جغرافيته أن يكون على فالق الزلزال في شرق تتعاقب عليه التحولات، تعاقب الثواني، الدقائق، الساعات، والايام في روزنامة الزمن، يترقب الليالي الحبالى التي تلدن من عجيب التطورات، المسوخ والدواهي. رميش أرض الابطال والشهداء، والمناضلين الاباة الذين التصقوا بأرضهم وتجذروا بها، ولم تحملهم نيران العدو الإسرائيلي وعبث التنظيمات الفلسطينية زمن الحرب المشؤومة، على مغادرتها، وإخلائها. بل ثبت أبناؤها، ثبات شتلة التبغ التي تتغاوى على امتداد تربتها".
وأكد أن "رميش هي بلدة مارونية عريقة، تستمد عراقتها لا من جغرافيتها المتاخمة لفلسطين حيث ولد السيد المسيح، وعاش، ومات على الصليب واطئا الموت بالموت بمجد القيامة، بل بقوة حضورها في هذه المنطقة العزيزة من لبنان، واحتراف أبنائها التواصل مع إخوتهم في المواطنة من سائر الطوائف. إن ما يربط بينهم يتجاوز حسن الجوار إلى ما هو ابعد واعمق. اي ثقافة الحياة الواحدة، والتفاعل الانساني، والعيش المتكافئ في ظل دولة المؤسسات والقانون. فلا طغيان لفئة على فئة، بل تعاون وثيق للنهوض بلبنان الذي هو وطننا جميعا، لا نشرك في حبه بعد الله، أي بلد آخر".
ولفت كرم، إلى أن "لبنان، كل لبنان، هو ملعب الموارنة، ومن الخطأ الفادح النزوح إلى مناطق أخرى بذريعة البحث عن الامان، أو الخوف من المستقبل أو المحيط المختلف. ليس على موارنة المناطق أن يغادروا أرضهم، بل عليهم التجذر فيها واستثمارها، وإنشاء المشروعات الإنتاجية. ومن واجبنا كهيئات مارونية كنسية، ومدنية، والرابطة في طليعتها، ان نضع خطة متكاملة لتحقيق هذا الهدف، بتوفير الامكانات التي تساعد على استنهاض القرى المسيحية في الجنوب، وبعلبك- الهرمل، وعكار، ونمائها وتطورها، لأن ذلك ينسجم مع رسالة طائفتنا التي قامت منذ نشوئها كيانا روحيا، ثقافيا وسياسيا على فلسفة الانتشار. فما من طائفة في لبنان، لها الميزة التي تتمتع بها الطائفة المارونية. فكثيرا ما نجد القرى المختلطة: المارونية- الدرزية، المارونية- السنية، المارونية- الشيعية، تقدم نموذجا متألقا، متوهجا عن عظمة العيش الواحد وأهميته بين المكونات اللبنانية".