في الأيام الماضية، كان وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم مشغولاً، ليس بسبب أزمة البطالة التي يشهدها السوق المحلي، نتيجة الأزمة الإقتصادية والمالية التي تعرفها البلاد منذ سنوات، الأمر الذي كان يحتم البحث عن كيفية توفير فرص عمل جديدة للمواطنين، بل من أجل إطلاق منصة توفير فرص عمل في قطر.
في مؤتمره الصحافي اليوم، تحدث وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال عن جهد كبير بذل من أجل إطلاق المنصة بصيغتها الجديدة، وكأن المطلوب تشجيع اللبنانيين على الهجرة بدل البحث في كيفية توفير فرص بقائهم في البلاد، خصوصاً أن البلاد كانت قد شهدت موجة كبيرة من الهجرة في السنوات الماضية، وبالتالي لا يجب العمل على إستنزاف المزيد من اليد العاملة التي تمتلك المؤهلات.
من حق الحكومة أو الشركات الخاصة القطرية أن تبحث عن أفضل الفرص المتاحة أمامها، من أجل الحصول على اليد العاملة التي تحتاج إليها، لا سيما أنها على موعد مع حدث علمي مهم هو تنظيم كأس العالم لكرة القدم، والقدرات اللبنانية لا تحتاج إلى الكثير من الشرح، لكن ما هو غير مفهوم أن تتولى الدولة، عبر إحدى أهم وزارتها، لعب هذا الدور، لا بل أن يخرج الوزير المعني ليتباهى بتحقيق إنجاز.
إذا كان الوزير بيرم يبحث عن إنجاز، ما عليه إلا البحث عن كيفية تحسين ظروف العمل في لبنان، على مستوى الرواتب والأجور والتقديمات الإجتماعية التي يحتاج لها العمال اللبنانيون، بالإضافة إلى حمايتهم من منافسة اليد العاملة الأجنبية، خصوصاً تلك الغير الشرعية منها، لا تشجيعهم على الهجرة في هذه المرحلة الصعبة، لا سيما أن العديد من القطاعات باتت تعاني من تداعيات هذه الظاهرة.
هذه المهام، التي على ما يبدو صعبة، قد تكون هي الدافع الحقيقي وراء التباهي بهذا "الإنجاز"، مع العلم أن الحكومة أو الشركات القطرية تستطيع أن تستقطب حاجاتها من دون أي تعاون مع وزارة العمل اللبنانية، خصوصاً بعد أن تحولت الهجرة إلى "حلم" تسعى إليه الغالبية، لأن المسؤوليين لا يقومون بالحد الأدنى من واجباتهم الفعلية.