صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء بأغلبية ساحقة على إدانة ضمّ روسيا لأجزاء من أوكرانيا بعد أن استخدمت موسكو حق النقض ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن الدولي.
واعتمدت الجمعية العامة القرار بأغلبية 143 صوتا من بينها لبنان، فيما عارضته خمس دول وامتنعت 35 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند وجنوب إفريقيا وباكستان رغم الجهود الدبلوماسية الأميركية الكبيرة.
وفي مقابلة مع النشرة اليوم، تطرق السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف إلى الموقف اللبناني من العمليّة العسكرية في أوكرانيا، معرباً عن عدم إعتقاده بأنّ "أيّ حوادث أو ظروف دوليّة يمكن أن يكون لها إسقاط سلبي على واقع حال العلاقات الودّية الروسيّة اللبنانيّة التي اجتازت كل اختبارات الزمن"، معتبراً أن "موقف لبنان الرسمي من الأحداث في أوكرانيا، الذي يصلنا وبشكل شخصي من شركائنا وزملائنا اللبنانيين، هو مبدأ النأي بالنفس عن الصراعات، والسعي إلى حلّ المشاكل الدولية بالوسائل السياسية والدبلوماسية السلمية".
ولفت إلى أننا "بدورنا نتبنى تماما المنهجيّة اللبنانيّة المذكورة. ولطالما قدّمنا على سبيل المثال، وبأناة وطول بال، لزملائنا الغربيين خيارات مختلفة لإنشاء نظام أمن عالمي متساوٍ وغير قابل للتجزئة. ودعونا إلى تنفيذ اتفاقات مينسك للتسوية في دونباس. وما زلنا منفتحين على بدء محادثات السلام منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا".
ورداً على سؤال حول الإبتعاد الروسي عن الحراك الدولي القائم في الساحة اللبنانية، أشار إلى أنه "لا أحبذ الخلط بين ما يسمّى اللامبالاة بالشؤون اللبنانية مع التزام روسيا بالمبدأ الصارم للسياسة الخارجيّة بعدم التدخل في الشؤون الداخليّة للدول ذات السيادة"، موضحاً أن "روسيا ولبنان، بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1944، قطعا طريقاً طويلاً من العلاقات التي تميّزت دائما بطبيعتها الودّية. وتعلق موسكو أهمية كبيرة على زيادة تطويرها وتعزيزها. ويستمر الحوار البناء والعميق مع قيادة معظم القوى السياسية الرائدة وكافة قادة الطوائف والمذاهب اللبنانية".
وأضاف: "نحن بشكل عام راضون عن مستوى التفاعل السياسي بين بلدينا. وقد قدرنا القرار الذي اتخذه لبنان بأن يصبح أحد المشاركين في صياغة مشروع القرار الروسي الصادر عن الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مكافحة تمجيد النازية"، مذكراً بأن "أميركا وأوكرانيا فقط صوتا ضد هذه الوثيقة، التي تدين مظاهر النازّية الجديدة وتصاعد الأشكال الحديثة للعنصريّة والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتّصل بذلك من تعصّب"، مضيفاً: "نعوّل على متابعة لبنان لهذا التوجه في السياسة الخارجيّة خلال الدورة الحاليّة للجمعيّة العامة للأمم المتحدة".