شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش على أنّ لبنان "بقي يخوض غمار المفاوضات مع الوسيط الأميركي حول حقوق لبنان النفطية والغازية اثنتي عشرة سنة، من دون أن يحقق أي تقدم يذكر، ولم يسمح للبنان بالتنقيب واستخراج النفط حتى من الحقول غير المتنازع عليها، في الوقت الذي كانت إسرائيل تعمل على استثمار الوقت لمصلحتها وتبني محطات نفطية وتفرض وقائع على الأرض حتى في المنطقة المتنازع عليها".
ولفت، خلال احتفال بمناسبة مولد النبي محمد في منطقة مار الياس في بيروت، إلى أنّ "لبنان بقي على هذه الحال إلى أن جاءت معادلة القوة التي فرضتها المقاومة، فغيرت مسار المفاوضات، وجعلتها أكثر جدية، ووضعت الاسرائيلي أمام خيار وحيد هو التسليم بالمطالب اللبنانية الأساسية، والخروج من سياسة المماطلة والتسويف والابتزاز التي كان يتبعها مع لبنان في هذا الملف"، معتبرًا أن "الاتفاق الذي يتم إنجازه هذه الأيام، سيكون إنجازا كبيرا صنعه لبنان بفضل المقاومة والتضامن الوطني ووحدة وثبات الموقف اللبناني، وأي كلام آخر لا قيمة له".
وذكر دعموش أن "الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن بال أحد هي أن رضوخ الأميركي والاسرائيلي للمطالب اللبنانية والوصول إلى إنجاز الاتفاق بصورته النهائية ليس منة منهما، وإنما هو انتزع انتزاعا منهما بفعل القوة والثبات والصمود والمثابرة والإصرار على استعادة كامل الحقوق، لأن العدو لا يفهم إلا بمنطق القوة ".
ورأى أن "المقاومة والشعب والجيش وثبات الموقف الرسمي صنعت هذا الإنجاز واستطاعت انتزاع الحقوق، بينما المرجفون والأدوات من اتباع السفارات لم يصنعوا شيئا سوى الكلام الفارغ والادعاءات الجوفاء والتضليل والتشويش وقلب الحقائق".
ورأى دعموش، أن "دور المقاومة في إنجاز هذا الاتفاق يؤكد مجددا أهمية المقاومة وسلاحها، وحاجة لبنان للمقاومة ليس كقوة ردع في مواجهة العدو الإسرائيلي فقط، بل كقوة قادرة على تحصيل الحقوق الوطنية وحمايتها، والمساهمة في استخراج ثروة كبيرة لم ينعم لبنان بمثلها منذ تأسيسه".
وأوضح أنّ "استعادة لبنان ثرواته وحقوقه النفطية سيفتح باب الأمل أمام اللبنانيين للخروج من أزماتهم الاقتصادية والمعيشية، لذلك على المسؤولين اللبنانيين العمل على توفير أفضل الشروط التي لا تذهب أموال النفط والغاز إلى جيوب الفاسدين والناهبين، وأن تعود الفائدة على الاقتصاد اللبناني والخزينة اللبنانية وبالتالي على جميع اللبنانيين".