أكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أن "هناك خوف من أن يحدث فراغ في موقع رئاسة الجمهورية، لأن القوى السياسية في البلد تبتعد عن المنطق في اختيار الرئيس الذي يمكن أن يخدم البلاد ومصلحتها، كما أن كل فئة ربما تفكر في أن يأتي الرئيس ليخدم مصلحتها، فيما المطلوب أن يأتي رئيس يخدم مصلحة الجميع والبلد ككل، ويستطيع أن يوفّر مناخ التفاهم بين القوى السياسية لإعادة بناء الدولة وتكوين الأنظمة والقوانين بشكل مختلف، بعدما انكشف فساد القوانين والتطبيقات والفساد المالي والإداري في البلد، والترهل على المستوى الاجتماعي والسيادي".
وأشار رعد خلال رعايته افتتاح المهرجان الاحتفالي و"القرية المحمّدية" الذي أقامه حزب الله بذكرى المولد النبوي الشريف في بلدة عيتيت الجنوبية، إلى أنه "ما زال في هذا البلد قوى وشخصيات خيّرة ومخلصة تهدف إلى إقامة الاستقرار على قاعدة حفظ السيادة الوطنية وإعادة النهوض بالمجتمع ليتحمّل مسؤوليته في تحقيق العزة والكرامة والعدالة"، مؤكداً "أننا نريد للاستحقاق الرئاسي أن يحصل ضمن المهلة الدستورية رغم المهلة القصيرة لانتهائها".
ودعا إلى "تشكيل حكومة كاملة المواصفات الممنوحة الثقة من المجلس النيابي، تستطيع أن تأخذ القرارات وأن تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية عندما يشغر موقع الرئاسة، وبذلك، نقفل ثغرة الخلاف حول إمكانية أن تتصرف حكومة تصريف الأعمال بصلاحيات رئيس الجمهورية، وهذا منطق عاقل ولا يهدف إلى تأجيل انتخاب الرئيس، وإنما يهدف احتياطياً إلى تلافي ثغرات قد نواجهها إذا شغر لسبب من الأسباب موقع الرئاسة، علماً أن النقاش حول صلاحيات حكومة تصرف الأعمال قد بدأ منذ الآن، وسيضج في البلد عندما يحصل الفراغ الدستوري".
ورأى رعد أن "البلد معرّض للاهتزاز طالما أن الحكومة لم تشكّل وأن هناك نقاشاً ساخناً حول موضوع صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، حيث إن بعض الفرقاء بدأوا يلوّحون منذ الآن بالمقاطعة والتصدي لأي حكومة تصريف أعمال يمكن أن تتصرف بصلاحيات رئيس الجمهورية".
وحول اتفاق ترسيم الحدود، لفت رعد، إلى أنّ "المقاومة وقفت إلى جانب السلطة اللبنانية أثناء تفاوضها غير المباشر مع العدو الإسرائيلي، وذلك من أجل أن تقوّي موقعها التفاوضي حتى لا يستوطي العدو حائطها، وبالتالي، حصل تفاهم حول استخراج الغاز من مياهنا الإقليمية، الذي بدأ يطل ببنود متفرّقة عبر وسائل الإعلام".
وقال: "نحن واكبنا كل ما حصل، وامتلكنا الفهم العميق والدقيق لهذا التفاهم، ونحن نتعاطى معه بحجمه لا أكثر ولا أقل، ولا يتصوّرن أحد أن ما حصل هو معاهدة، وإنما هو أقرب ما يكون إلى تفاهم نيسان الذي حيّد المدنيين من الاستهداف، وهذا التفاهم الحالي يحيّد مناطق استخراج الغاز، لأن هناك تقاطع مصالح أفضى إلى ذلك، والتفاهمات تحصل حتى أثناء ووسط الحروب، ولا تحتاج إلى اعتراف متبادل، حتى لا يشوّش أذهان الكثيرين بعض سخيف بدأ يطبّل ويزمّر للسقوط في التطبيع والتخوين والإقرار بمشروعية العدو الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي، علماّ أن كل هذه الهمروجة وللأسف تصدر عمّن يريد أن يصافح العدو الإسرائيلي، ويتأسّس منهجه السياسي على أن الخلاف مع الإسرائيليين هو خلاف حدودي وليس خلافاً وجودياً، ولكن طبيعة الضعفاء من البشرية كلها، أن يتعاطوا بمزايدة في سوق العكاظ الذي يفتح".
وأضاف رعد: "نحن لا زلنا حتى الآن نتحفّظ عن إطلاق موقفنا النهائي من هذا التفاهم رغم معرفتنا بكثير من تفاصيله، والسبب بسيط، أننا لا نثق بهذا العدو ولا بأسياده، ونعتبر أن كل تفاهم أثناء وخلال الحرب يحصل معه، إنما يحصل بضغط سلاح المقاومة، وهذا لا يخفف من أهمية حذاقة المفاوض في السلطة اللبنانية وحرصه على السيادة، ولكن يجب أيضاً أن نعترف بأن سلاح المقاومة هو الضمانة لعدم ذهاب الأطراف إلى أبعد مما ينص عليه مضمون التفاهم وجوهره، مشيراً إلى أننا ننتظر توقيع العدو على هذا التفاهم، وعندما يوقّع عليه، نذهب إلى البديل الثاني لضمانة تنفيذه، ويبقى البديل الثاني يعتمد على خيار جهوزية المقاومة".
وشدد على "أننا معنيّون في أن لا نغفل ولا ننام وأن نبقى متيقظين، وإذا كان يحلو للبعض أن يصفّق اليوم للتفاهم إذا أراد أن يصفّق، فعليه أن يدعم جهوزيتنا أيضاً، لأن هذا التفاهم لن يستقيم ولن يطول أمد العمل به إلاّ إذا كنّا أقوياء".