رأى عضو كتلة التغيير النائب ياسين ياسين أن معادلة الفراغ في رئاسة الجمهورية، أصبحت بفعل الواقع المأزوم بين الكتل النيابية، حتمية ولا مفر منها، وستنقل لبنان من السيئ إلى الأسوأ ان لم يتدارك الجميع مخاطرها على مرحلة ما بعد 31 تشرين الأول، مؤكدا ان كتلة التغيير تتمسك بمبادرتها كصيغة إنقاذية تحول دون انعطاف البلاد باتجاه المجهول، معتبرا انه وبالرغم من ضيق الوقت، مازالت الفرصة متاحة أمام جميع القوى، لانتخاب رئيس توافقي صنع في لبنان، وبعيدا عند الإملاءات والتدخلات الخارجية.
وأكد ياسين في تصريح لصحيفة الأنباء الكويتية، ان عدم توافق كتلة التغيير مع باقي المعارضة على المرشح ميشال معوض، لا يعني انها ضد الأخير كشخصية وطنية سيادية، انما الحكمة والعقلانية في قراءة الواقع النيابي، تحتم على كل القوى دون استثناء، الذهاب باتجاه التوافق على مرشح لإنقاذ البلاد من الفراغ في رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن لبنان بحالته الراهنة، بحاجة إلى تجربة رئاسية جديدة، قوامها انتخاب رئيس فوق الأحزاب والتيارات والحركات السياسية، رئيس يجمع اللبنانيين، يحمي الدستور واتفاق الطائف، ويكون الحاكم والحكيم في مقاربة الواقع اللبناني بالتوازي مع الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية.
ونفى ياسين ان تكون مبادرة التغيير، متماهية مع تطلعات وأهداف حزب الله، فالكتلة تريد رئيسا سياديا بامتياز، انما على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية التقليدية، بما فيها المقاومة التي تزج لبنان في الصراعات الإقليمية والدولية، وتقطع أوصاله مع العالم العربي وتحديدا مع دول الخليج التي تشكل الرئة الاقتصادية للبنان، إذ لا يمكن لدولة طبيعية في العالم، ان يكون لها جيشان متوازيان، ورئيسها ليس صاحب الإمرة والقيادة خصوصا في موضوع الحرب والسلم، ما يعني من وجهة نظر ياسين ان المرشح الذي تطمح كتلة التغيير الى انتخابه بالتوافق مع سائر الكتل النيابية، من ذوي القدرة على معالجة الحالة الشاذة التي يعيشها لبنان، انما ضمن جرعات حوارية فاعلة، لاسيما انه لا خيار أمام حزب الله سوى انصهار سلاحه في الدولة، لأن الوحيد القادر على حمايته ان كان لديه خشية او توجس ما، هي الدولة والجيش والشرعية.
وعما إذا كان الفراغ الحتمي في رئاسة الجمهورية، سيزكي حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون ليكون الرئيس التوافقي، أعرب ياسين عن أمله في الانتهاء من فكرة تعديل الدستور ضمن معادلة "العسكر في السلطة" كتسوية رئاسية، لاسيما انها تسويات لم تسمح منذ العام 1990 بإعادة قطار الدولة إلى سكته الصحيحة.
وعن الدعوة السويسرية إلى عشاء يجمع ممثلين عن الأحزاب الأساسية، والتي تم تأجيلها بسبب توجس البعض من ان تكون تخفي في أبعادها دعوة لمناقشة اتفاق جديد بديلا عن اتفاق الطائف، أكد ياسين ان أي دعوة سويسرية كانت ام غير سويسرية، لحوار حول نظام او عقد جديد للبنان، لا تكون تحت سقف الطائف وضمن روحيته لن تمر، فالمشكلة اللبنانية ليست باتفاق الطائف كما يدعي البعض، انما بعدم تطبيقه وبعدم وجود حارس له، والذي من المفترض ان يكون رئيس الجمهورية، وعلينا بالتالي الذهاب الى تطبيق وثيقة الوفاق الوطني، تطبيقا كاملا كمسار إنقاذي لا بد منه للخروج من الفوضى، وما عداه مسارا إلزاميا، فعبثا يحاول البناؤون.