كشفت منظمة الصحة العالمية، أنها ستعلق مؤقتا نظام التطعيم القياسي ضد الكوليرا والمكون من جرعتين، وستكتفي بجرعة واحدة بسبب نقص اللقاحات وتزايد الإصابات حول العالم.
وأشارت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن "القرار الاستثنائي يعكس الوضع الخطير لمخزونات لقاحات الكوليرا"، في وقت تكافح فيه دول مثل هايتي وسوريا ومالاوي للسيطرة على بؤر تفش واسعة للمرض الذي قد يؤدي للوفاة والذي ينتشر من خلال المياه والغذاء الملوثين.
وحتى التاسع من تشرين الأول، أكدت هايتي 32 حالة إصابة و18 حالة وفاة بسبب المرض، بينما يجري التأكد من الكثير من الحالات الأخرى.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان، "إن تغير الاستراتيجية سيسمح باستخدام الجرعات في مزيد من الدول في وقت يشهد ارتفاعا غير مسبوق في بؤر تفشي الكوليرا حول العالم".
وصرح مدير الطوارئ بالمنظمة مايك ريان للصحفيين، بأن تغيير الاستراتيجية يعكس "حجم الأزمة" الناجمة عن عدم الاهتمام بالصرف الصحي وتحصين المعرضين للخطر.
وذكرت المنظمة أن استراتيجية الجرعة الواحدة أثبتت فاعليتها في السيطرة على بؤر تفشي الكوليرا، غير أن مدة الحماية تكون محدودة ويبدو أنها أقل بكثير لدى الأطفال.
وفي أغلب الحالات لا يصاحب المرض سوى أعراض خفيفة أو يكون دون أعراض، إلا أنه قد يتسبب في الحالات الخطيرة منه في إسهال حاد ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا لم يحدث تدخل علاجي.
وارتفعت حالات الإصابة بالكوليرا هذا العام، خاصة في المناطق التي تعاني الفقر والصراع. وتم الإبلاغ عن رصد إصابات في 29 دولة وزادت معدلات الوفيات بشكل حاد.
وتسبب تفشي الكوليرا في سوريا في وفاة ما لا يقل عن 33 شخصا، مما يشكل خطرا في بلد يشهد حربا منذ 11 عاما، ويثير مخاوف بشأن الأوضاع في مخيمات النازحين المكتظة.