أشارت نقيبة المحامين في طرابلس ماري تراز القوال، خلال احتفال النقابة بانتساب المحامين المتدرجين الجدد إلى النقابة، الى أنه "إذا كان من عادة الخطابة في مثل هذا اليوم، إسداء بعضِ النصائح والتوجيهات، للزميلات والزملاء الذين يرفعون أيمانهم إلى علٍ، كأنهم يقرعون باب السماء لتلقي مفاتيح مهنتهم من فوق، فإنني أودّ أن ألفت أنظارهم إلى بعض ما تتضمن اليمين من معانٍ سامية تدور في مجملِها حول محاور ثلاثة هي: مناقب المحاماة وآدابها، ثم السرية المهنية، ثم احترام القضاء، وهذه كلها تأتي على قدم المساواة، لا أوليّة لمحورٍ على آخر، لا بل تتداخل فيما بينها حتى التلازم، فإنّ من الأدب الحفاظ على السرّ واحترام القضاء، كما أن من الفروضِ القانونية الالتزام بتشريعات المهنة وأنظمتِها، ولنا في هذه المسائل أحاديث عديدةٌ وطويلة خلال أعمال التدرج التي ستنخرطون فيها".
وأشارت القوال الى أنه "لا أريد أن أنغّص هذه الفرحة بالشجون، لكن الواقعية تفرض عليّ تنبيهكم إلى أنكم تدخلون ميدان العمل في ظروف وطنية صعبة على جميع المستويات، فعليكم بالصبر والصمود والمواجهة، واعلموا أنكم تتنكّبون رسالة العدالة بالشراكة مع الجسم القضائي، وأن السعي إلى كسب المال لا ينبغي أن يكون لكم همًّا أوحد، ولا حتى همًّا أوّل، لأن العمل الرسولي في خدمة القيم أجلّ من العمل في سبيل الربح المادي فقط؛ فانتهجوا الجدية في البحث والدرسِ، والأمانة في أداء الوكالات التي ستحملون، واطلبوا الصيت الحسن تحصلوا على كلّ خيرٍ ماديٍّ ومعنوي".
واردفت: "أنظر إلى عيونكم الطافحة بالفرح، فأتوسّم منها رجاءً بفرج لم يكن الصبرُ مفتاحًا له، لقد صبر القضاة على أحوالهم، وصبرنا على تعطيلنا، وصبرت قصور العدلِ على إهمالِها، من غير أن يحلَّ فرجٌ بتحقيق شيء من المطالب التي نادى بها السادة القضاةُ طيلة اعتكافهم، وقبله، كما نادينا بها نحن معهم، انطلاقًا من أحقية مطالبهم ومن الإيمان بأن همنا هو في الدرجة الأولى همُّهم، لأننا بدونِهم نجلسُ بلا عمل. ولكم أن تسألوني: إلى أين؟ وهل يحتمل الوطنُ والمواطنون ونحن هذا الشلل المستدام؟ بالطبعِ لا. لكن ثقوا بأن أفكارًا كثيرةً تُتَداوَلُ لإيجاد حل ما، ولو مؤقت، ريثما يقضي الله أمرًا كان مفعولًا".