جال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ علي الخطيب على رأس وفد من لجنة اللقاء التشاوري الوطني لعشائر وعائلات بعلبك الهرمل وممثلين عن قيادتي حزب الله وحركة أمل على عائلتي آل شرف وآل العمار في بلدة مشغرة في مسعى لتهدئة النفوس وحقن الدماء وضبط الأوضاع التي حصلت في الآونة الأخيرة وتسببت بوقوع ضحايا، الشيخ الخطيب وبعد تقديم العزاء لآل شرف قال :" إننا لا نرضى أن يتم التداول بإسم مشغرة على النحو الذي يتم التداول به الآن، لأن تاريخ مشغرة النضالي المقاوم أنصع من كل محاولات التشويه، واليوم نحن نسعى كمرحلة أولى لأخذ تفويض من العائلات للمباشرة بإجراءات الحل".
وأضاف الخطيب :" الله يأمرنا بالعفو، ونحن مع ونريد الحق وأن نوقف ما حصل عند حد حتى لا يصبح مسلسلاً، يجب أن نمتلك أفقا اوسعاً، والرجال هي التي تفكر بعواقب الأمور وتتحمل وتضع حدّاً لأي مشكلة، وبصفتنا نمثل هذه الطائفة نريد أن نسمع أننا تحت سقف الجهات والفعاليات الشيعية في ظل غياب الدولة التي يجب أن تضع حداً لهذه الفوضى، إذا أراد كل شخص أن يأخذ حقه بيده ندخل حينها في الفوضى، نحن واجهنا إسرائيل وعملاء إسرائيل وحاربنا ورفعنا رؤوسنا وواجهنا في الداخل ما واجهناه من أجل هذه المقاومة، تذكروا تلك الأيام والصبر على محاربة العدو ووحدتنا الداخلية هي التي أوصلتنا إلى مرحلة أصبحنا فيها أحرارا. ومن هنا المسؤولية أكبر من أجل الحفاظ على دماء بعضنا البعض وعلى دماء أبنائنا".
وتابع سماحة الشيخ الخطيب :"علينا أن نبقي الأمور في إطارها الصحيح، ألمكم ألمنا لكن الكبار من يخضع للحق والشرع والمنطق والعقل، وعلينا أن نكون أكبر من المصاب لنبدأ المرحلة التالية وهي مرحلة إحقاق الحق، فإما نبقى في مسلسل المشاكل أو نذهب لمرحلة الحق". ونحن كمجلس شيعي وكحزب الله وحركة أمل وعشائر كرام حريصون على أن ننهي هذا الموضوع عند هذا الحد، ونضع حقنا عند المجلس وعند اللجنة، فنحن واجهنا إسرائيل من أجل حريتنا وكرامتنا وعزتنا وضحينا من أجل لبنان ومن أجل لبنان ومن أجل المسيحي والسني والدرزي ولم نتخذها طائفية وعشائرية، وهنا الأقربون أولى بالمعروف".
بعدها توجه الشيخ الخطيب والوفد المرافق للاجتماع بآل العمار وأكد على ضرورة السير بمنطق الحق والحكمة، وتغليب العقل، وأسف الشيخ الخطيب لما حصل وقال:"واجبنا أن نصلح بين أهلنا وإخوتتا ومشغرة كان فيها مركزية المواجهة لذلك حزننا أكبر، فهي واجهت إسرائيل وعملاء اسرائيل وقدمت الشهداء واستطاعت أن تصبر على الأذى، والعلاقة مع كل الجوار بأحسن حالها، يجب أن لا نسمح بأن تصل الأمور الى ما وصلت إليه، وعلينا ان نفكر بعقل ومنطق وبعد نظر فنحن اهل واقارب، لا تأخذنا العصبيات الجاهلية، وهذا كلام للجميع، نحن لدينا دين ونظام وشريعة وحق، القوة لا تحقق قيمة لكن المنتصر هي الاخلاق والقيم وهذه لله تعالى، ويجب أن نضع حدا لهذا المسلسل، ويجب عدم الاحتكام للسلاح والقوة بل الاحتكام لله والشرع والدين".
وقد حصل الشيخ الخطيب واللجنة المكلفة تفويضاً ببدء مساعي الحل، حيث عقدت اللجنة إجتماعاً سريعاً بعد الزيارات وتم وضع التصور الأولي لمسار الحل.