بارك رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، لـ"اللبنانيين وبالأخص للمقاومة وللشهداء ولأهاليهم وللمسؤولين اللبنانيين، الانتصار بتحرير آخر للثروة البحرية في المنطقة الجنوبية المحاذية للحدود الفلسطينية المحتلة، وإجبار العدو الإسرائيلي المحتل على الاعتراف للبنان بهذا الحقّ، كما أباركُ لهم فك الحصار الاقتصادي عن لبنان الذي يعد انتصارا آخر في المواجهة التي خيضت ضد المقاومة بهدف تأليب الرأي العام اللبناني ودفعه لمواجهة هذه المقاومة وإجبارها على الخضوع لتطبيق شعار نزعِ سلاح المقاومة".
ولفت خلال خطبة الجمعة في مقر المجلس، الى أن "خلال اليوم سقط شعار نزع سلاح المقاومة، هذا السلاح الذي كان وراء هذين الانتصارين اللذين تحققا رسمياً بالأمس، كما كانا وراء انتصار تحرير جنوب لبنان وانتصار حرب 2006 وانتصار تحقيق الردع للعدو الاسرائيلي عن الاعتداء على سيادة لبنان وعلى مدنه وقراه وسكّانه، وانتصار الحرب على داعش الإرهابية في الجرود على الحدود الشرقية للبنان الذي حققته ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة".
واعتبر الخطيب أن "انتصار تحرير الثروات البحرية يمثل قمة الانتصارات، وأهمها الذي تحقق بمجرد التهديد بالحرب، هذا التهديد الذي شكّل الأرضية الصلبة التي وقف عليها المسؤولون الممسكون بملف التفاوض الذين تيقنوا أن المقاومة تشكّل قوة حقيقية يمكن الركون اليها، وهذا اليقين منهم لم يحصل من فراغ، وإنما تكوّن نتيجة التراكم لسلسة الانتصارات التي حققتها المقاومة وأثبتت ضعف العدو الإسرائيلي الذي ظل منذ هزيمته في حرب تموز 2006 وحتى هذا التاريخِ يحاول استعادة الثقة بنفسه دون جدوى، وباعتراف قادته العسكريين الذين كانوا الأساس الذي استند اليه القرار السياسي الأخير للعدو بالقبول بهذه الهزيمة مجدداً على الرغمِ من الظروف الدولية الحالية التي أراد البعض تضليلا أن يقنعنا بأنها كانت العامل الحاسم في قبول العدو بالتوقيع على وثيقة هزيمتِه، وهو الحاجة الى غاز شرق البحر الأبيض المتوسط".
في هذا السياق، أكد أنّ "هذا الانتصار جاء نتيجة التضحيات الكبيرة والدماء الزاكية والمعاناة التي تحمّلها أهلنا الغيارى والمضحّين والصابرين بفعل الايمان بالله، وان كيد الشيطان كان ضعيفاً، فأنتم تعرفون قيمة هذا النصر وتستحقون ان تحتفلوا به كأعظم انتصار حققتموه حتى الآن". وأشار الى أن "في الوقت الذي كان على النظام اللبناني أن يستفيد من هذه الفرصة ويوظفها لصالح الشعب والدولة والتنمية، وأن تكون لديه الجاهزية لذلك، الا أننا نرى العكس من ذلك حيث تتعمق أزماته ويظهر عجزه عن تحقيق أيّ إنجاز بل نرى تفكك المؤسسات وانهيارها يتوجها الشغور الرئاسي والتبشير بالشغور الحكومي".
ورأى أنّ "من الخطأ التعبير عمّا حدث في الناقورة بأنه إنجاز، بل هو انتصار بكل معنى الكلمة، وهو بتداعياته وتعبيراته ونتائجه لا ينحصر بلبنان، بل يتجاوزه الى المنطقة ويرسم صورة المستقبل للصراع مع العدو الغاشم وللخطط التي وضعت لحمايته ولتغيير خريطة المنطقة العربية والإسلامية، التي وللأسف ما زالت بعض بلدانها تتعامل مع هذه الأوضاع وتنظر الى العدو بعين الهزيمة وترفض الاستفادة من هذه الفرصة التي وفرتها المقاومة في لبنان وفلسطين، وأن تعيد حساباتها ورسم سياساتها على هذا الأساس، وإن كنا نأمل ان يكون الموقف الذي أُتخذ من "أوبك+" من الدول الخليجية العربية بداية لمرحلة جديدة في التعاطي مع القضايا العربية والإسلامية وعودة للتضامن العربي الإسلامي لخدمة هذه القضايا".