لفت المدير العام لـ"مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان" جان جبران، خلال تدشين المؤسّسة وبلدية غلبون في قضاء جبيل، افتتاح محطّة ضخّ المياه قرب نهر غلبون، المموّلة من الاتحاد الأوروبي (اكتيدا - سبيل)، على قطعة ارض قدّمها المواطن جاك كرم، إلى "أنّنا كنّا ننتظر هذا النّهار جميعًا منذ زمن طويل، في نقطة التّلاقي هذه بين ضعيتَي شامات وغلبون. هذا التّقاطع الّذي هو نعمة من الله وهو رمز لأيّ تقاطع يمكن أن يتحوّل مصدرًا لحياة ولمستقبل جيّد".
وأشار إلى أنّ "مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، وبالتّعاون مع المسؤولين في الإدارة، وضعنا خطّةً خماسيّةً عنوانها "المياه حياة والحياة لكلّ النّاس"، بمعنى أنّ المياه حقّ وواجب على المسؤول إيصالها للنّاس"، مبيّنًا أنّ "قضاء جبيل هو من الأقضية المحرومة كبعض الأقضيّة. ومشاريع عدّة نُفّذت في قضاء جبيل وأخرى منوي تنفيذها مستقبلًا، وأهمّها مشروع سد جنة الّذي سيؤمّن 8 ملايين متر مكعب من المياه".
وشدّد جبران على أنّ "مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان كغيرها من المؤسّسات تمرّ بظرف صعب جدًّا: الإمكانات أصبحت ضعيفةً جدًّا. أموالنا دابت وانحجزت في المصارف، مشاريعنا توقّفت بسبب عدم دفع المستحقّات للمتعهّدين، وأكثر من ذلك معاشات الموظّفين لم تعد لها أيّ قيمة في ظلّ الغلاء الموجود".
وأوضح أنّ "رغم كلّ شيء، نحن مؤتمنون على إدارة المؤسّسة، بالرّغم من أنّنا غير قادرين على إيصال المياه للمواطنين، ولكنّ المؤسّسة ستبقى صامدة ولو بالقليل القليل، حتّى نعبر هذه الأيّام الصّعبة، إيمانًا منّا أنّ ما من محنة تدوم". وركّز على "أنّنا في لبنان شعب تعوّد على النّضال والتّحدّي، ولم يتعوّد على الاستسلام".
كما أعلن "أنّنا اليوم في إدارة المؤسّسة لن نستسلم للانهيار والخراب. سنتابع القيام بواجبنا بالإمكانات الموجودة، لأنّ عملنا هو رسالة. ونحن نقول "المياه حياة"، علينا أن نعطي من ذاتنا لكي نتغلّب على الشّرّ المميت، والمثل واضح اليوم لكي نعرف أنّ أرضنا غنيّة نسحب من جوفها الخير، لنروي ذاتنا وأرضنا".
وذكر جبران أنّ "كثرًا هم المتعجبّون اليوم أنّنا نطلق مشروعًا، في وقت كلّ المشاريع متوقّفة. وما من أمل لعودة انطلاق المشاريع. ويسألوننا ما هذا السّرّ وكيف تستمرّون؟ لهؤلاء جوابنا بسيط: نحن مؤمنون أنّ الإرادة القويّة ما من أحد يوقفها. مؤمنون أنّ الأوطان والمؤسّسات لا تتوقّف على أشخاص ولا على عهود وخصوصًا في لبنان". ولفت إلى أنّه "كلّما فكّرنا أنّه انتهى، تستطع الشمس من جديد وتزهر زهور التّضامن. نعم مشروعنا اليوم هو ثمرة جهود كلّ الأوفياء والعنيدين بالحق".