أشار رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال لقاء مع قناة "المنار"، إلى أنّ "فترة الست سنوات من ولايتي مرّت بسرعة، لأنّها كانت مليئة بالعمل على إيجاد حلول للأحداث الكبيرة والمتسارعة التي حصلت".
ولفت ردًا على سؤال، إلى "أنني أبدأ العمل في الصباح الباكر، وأتابع الملفات ولكن مع انتهاء كلّ ملف تصل ملفات أخرى، ما استوجب عملاً متواصلاً بما فيه أيّام السبت"، مشيرًا إلى أنّ "هناك الكثير من الأخبار الكاذبة والشائعات التي صدرت عن مصادر مطلعة ورفيعة وغيرها الكثير من الصفات، إلا أنّ هذه الأمور لا تمسّنا لأنّ المصادر المجهولة لا قيمة لكلامها".
وذكر الرئيس عون، "أنني لست من محبّي الردود على الشائعات، لأنّه باعتقادي أنّ القيمة الكبيرة تتأذّى بمجرّد الرد على القيمة الصغيرة... ولكن هذا لا يعني أنّ بعض الأمور الكبيرة كانت تستوجب الرد"، موضحًا "أنني أحترم كل الآراء السياسية أيّا تكن، ولكن ما لا أقبله هو الكذب جهاراً في السياسة".
وأوضح أنّه "في بداية ولايتي، طالبت بوضع مراسيم استخراج النفط والغاز بنداً أوّلاً في أول جلسة لمجلس الوزراء، وذلك إدراكاً منّي بأنّ لبنان لن يقوم اقتصادياً من دون مصادر تدرّ عليه المال"، مؤكدًا أنّ "استخراج النفط والغاز هو الأمل الوحيد للبنانيين للخروج من الأزمة الاقتصادية الكبيرة، التي يرزحون تحتها".
وشدد الرئيس عون، على أنّه "على كلّ إنسان أن يكون مدركاً لمسؤولياته، وأن يقوم بكل ما يجب القيام به من دون إضاعة للوقت، وهذا ما حصل منذ بداية ولايتي وحتى يومنا هذا، طالما هناك عمل، سنعمل على إنجازه".
وذكر أنّ "منذ بداية العهد عملنا على إقرار مراسيم النفط وطرد الإرهابيين وفرض الاستقرار وإصلاح التمثيل الدبلوماسي في الدول وإقرار قانون جديد للانتخابات وتحسين الانتظام المالي بعد سنوات من الصرف من دون موازنة وغيرها الكثير من الأمور".
ولفت الرئيس عون، إلى "أنني منذ بداية ولايتي عملت على تشجيع التشجير"، معتبرًا أنّ "شجرة الأرز هي رمز للخلود، وهي الكائن الحي الوحيد الذي كان شاهداً على مرور الأنبياء والرسل نظراً لعمرها الطويل".
واعتبر أنّ "قلّة الوفاء لا تؤثّر بي لأنّها موجودة في الحياة، وعقلي بات معتاداً عليها"، موضحًا أنّ "حركة 17 تشرين كانت موجّهة ضدي وليس ضدّ الحكومة لأنّها استمرّت بعد استقالة الحكومة، وكانوا يتّهموننا بأمور زورًا"، معتبرًا أنّ "الحريّة فيها مسؤولية، ومسؤوليتها تأتي بنقل الحقيقة وليس الشائعة"،
وكشف الرئيس عون، أنّ "العلاقة مع أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله مليئة بالمصارحة ولا غشّ فيها، والتضامن بيننا دائماً قائم في الظروف الصعبة بما فيه مصلحة الوطن".
ولفت إلى "أننا قمنا بالتقاهم الغير مباشر بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية وكان هناك مصلحة ثنائية في ذالك، وهذا ما أوجب أن نقوم بهذا التفاهم الغير مباشر لأن وضعنا المادي لا يحتمل"، مشيرًا إلى أنه "كان هناك تهديد للسلام إن لم تنجح مفاوضات الترسيم، ولا يمكننا أن نجمّد ثروتنا ونحن بحاجة إليها ".
ورأى الرئيس عون، أنّ "البقاء على الثوابت السياسية مكلف، ولكن السياسة تتبع التغيرات في المجتمع، لأنّ الحياة في تطوّر دائم، وإن لم تكن كذلك يقتلها الجمود"، مشيرًا إلى أنّه "يمكن للمرء أن يغيّر رأيه في موضوع معيّن ولكن ما لا يمكن تغييره هو المبادئ".
وأوضح أنّه "في المفاوضات كانت القوّة عنصراً داعماً ومساعداً وأحياناً مشجعاً، فالقوة هي أكثر من مفيدة عند العقلاء ومضرة عند المتهوّرين، والقوة الرادعة هي ضرورية وهي تحمي من الاعتداء، ويجب أن تحمي الحدود تماماً كما تحافظ على المجتمع في الداخل".
وذكر الرئيس عون، أنّ "الإصلاح يضر بالكثيرين، ولذلك هم يعارضونه، وهذا تماماً ما عشناه ونعيشه اليوم"، لافتًا إلى "أنني وصلت إلى رئاسة الجمهورية بسبب محبّة الناس، ولم تكن أبداً إرثاً سياسياً أو بسبب أموال طائلة أملكها".
وأشار الرئيس عون بشأن الفراغ الرئاسي وعدم تشكيل حكومة، إلى أنّ "المشهد "عاطل" جدًا وليس لدي أي حاجز لتشكيل الحكومة لكن بطريقة صحيحة"، مشددًا على "أننا لن نقبل بأن يُفرض علينا وزراءنا، ونحن رفضنا الوصاية في زمن الحرب ولن نقبل بها في يومنا هذا".
وذكر أنّه "لمن يؤيدونني أقول: كنتم معي وأنا كنت معكم وسأبقى معكم، ولمن لا يؤيدونني أقول: عليكم تتنبّهوا لمن كذب عليكم ومن كان صريحاً معكم، وبناء عليه اتّخذوا مواقفكم".