كتب البرفسور الاب يوسف مونس، ان الوطن الارض والشعب والتاريخ والتراث والحضارة والثقافة والفن والفولكلور والطقوس والعادات والتقاليد، طقوس الموت والحياة انتربولوجيا العبور والبقاء، تيولوجيا العناية والرحمة، انماط السلوك منظومة القيم والسلوكيات والعيب والحرام والممنوع والمسموح والعقاب والثواب.
لاهوت الخلاص والمحبة او تيولوجيا العناية الالهية. انا هو هو لا تخافوا، سيستيقظ الرب في مركب الحياة الهائج والمشرف على الغرق، فيأمر الريح فتهدأ والعاصفة فتسكت والامواج فتتلاشى. هكذا هي الحالة اليوم في الوطن الصغير لبنان، عاصفة الغلاء وفقدان الادوية وانقطاع الكهرباء والماء، وانتشار الاوبئة والامراض كالسرطان والكورونا والكوليرا، وزوبعة الكآبة وانقطاع الرجاء من الربيع المستقبلي الآتي.
لبنان بلد القيامة والانبعاث والتحولات والرجاء لن يموت فهو القيامة والانبعاث. من ميثة (Le Mythe) طائر الفينيق القائم من الموت والرماد، الى ميثة ادونيس المائت والمنبعث مع الربيع حياً جميلاً، الى حقيقة قيامة يسوع قاهر الموت والقائم منتصرا على الموت والخطيئة، الى تاريخية بيروت التي جرفها الرمل والبحر والمياه العائدة الى الحياة، عصية عليها ركائز تاريخية. فكرنا التيولوجي والانتروبولوجي والفلسفي يجعلنا نعيش على فرح الرجاء الذي ننتظره في قعر أعماق المأساة.
من فصول الموت الى الحياة من قعر الجحيم والنار الى عرس الربيع وخصب الغلال والمواسم، هكذا هي الجدلية التاريخية اللبنانية. التي لا يكسرها اليأس ولا يحطّها قطع الرجاء.
لا تخافوا لبنان فهو باق انه وقف الله، ولو رحل الزعماء والقادة، فَيَد الله تمسك بالتاريخ، تعتني بالناس الذين خلقتهم محبته وتحرسهم عنايته. ان الاتكال على الله وايماننا بقدرته ومحبته وعنايته لان لبنان وقف الله.