تستمر نسبة التصويت العامّة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي الخامسة والعشرين بالارتفاع، إذ بلغت 38.9% حتى الساعة 14:00 من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، وهي نسبة أعلى بـ4.3% من الانتخابات البرلمانية السابقة وتزداد بـ5% عن نسبة التصويت في ذات التوقيت خلال انتخابات الكنيست الـ24 عام 2021.
واوضحت المديرة العامّة للجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية أورلي عديس إنّه "حتى الساعة 14:00 بلغت نسبة التصويت 38.9%، وهي أعلى نسبة سُجّلت في مثل هذه الساعة في العام 1999، لافته إلى أنه في انتخابات الكنيست الـ24 في مثل هذا الوقت، بلغت نسبة التصويت 34.6%، وحتى الآن صوت مليونا شخص من أصحاب حقّ الاقراع".
كذلك تفيد معطيات القوائم العربية بأن نسبة التصويت لدى العرب (نحو مليون صاحب حق اقتراع عربي يشكلون 15% من أصحاب حق الاقتراع) بلغت في الساعة الثانية من عصر اليوم نحو 18% مما يعني أن هناك عزوفا كبيرا وخطيرا لدى أصحاب حق الاقتراع العرب.
واعرب قادة القوائم العربية عن قلقهم الكبير من حقيقة أن نسبة التصويت المرتفعة هذه سجّلت في البلدات اليهودية، بحيث لا تزال نسبة التصويت في المجتمع العربي منخفضة نسبيا، وقد ناشدت القيادات العربية بالتوجه الى صناديق الاقتراع من أجل ردم الفجوة الكبيرة ورفع نسبة التصويت في البلدات العربية. وتتنافس ثلاث قوائم عربية هي التجمع الوطني الديمقراطي وقائمة تحالف الجبهة والعربية للتغيير والقائمة الموحدة على اجتياز نسبة الحسم (3.25%) وإيصال أكبر عدد من النواب في الكنيست.
يذكر أن نسبة التصويت في المجتمع العربي في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية السابقة بلغت نحو 45%، فيما تشير استطلاعات الرأي الإسرائيلية المختلفة بلوغها عتبة الـ50% في هذه الانتخابات. وبحسب الاستطلاعات، يحصل تحالف الجبهة العربية للتغيير والقائمة الموحدة على أربعة مقاعد لكل منهما، فيما تلامس قائمة التجمع نسبة الحسم وينقصها بضعة آلاف من الأصوات لإدخال أربعة نواب عرب وزيادة التمثيل العربي في الكنيست.
ودعا حزب التجمع الوطني الديمقراطي مع افتتاح الصناديق إلى المشاركة في العملية الانتخابية، والتصويت للتجمع برئاسة سامي أبو شحادة وشارته “ض”. وقال في حملته الانتخابية إن “التصويت للتجمع وشارته ض يرفع نسبة التصويت في المجتمع العربي، والتي قد تصل إلى 55% كما تشير التقديرات، ويساهم بإدخال أربعة نواب عرب إضافيين، ويزيد من ضمان تمثيل 12 عربيا عموما. ودعا التجمع الوطني اليدموقراطي المواطنين العرب إلى أخذ دورهم في هذا الحدث العام، والتصويت والتجند لإنجاح التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة سامي أبو شحادة بهامة مرفوعة.
كما أصدرت الجبهة والعربية للتغيير بيانا أكدت فيه أن الفجوات في نسبة التصويت بين اليهود والعرب تهدد بشكل واضح قائمة الجبهة والعربيّة للتغيير، وتبقيها في دائرة الخطر من عدم عبور نسبة الحسم. وأضاف البيان: نسبة التصويت في المجتمع العربي لم تصل حتى الساعة 12:30 ظهرا إلى 12% مقابل وصول النسبة العامة إلى 28% – هذه الفجوة تتسبب برفع نسبة الحسم وتضع القائمة والتمثيل العربي بخطر حتى الآن.
كما حذر مدير الحملة الانتخابية في القائمة العربية الموحدة ابراهيم حجازي من خطورة ارتفاع نسبة تصويت اليهود مقابل نسب تصويت منخفضة لدى العرب، مشددا على أن ذلك يعني سقوط كافة القوائم العربية وشق الطريق أمام نتنياهو والتيار الفاشي العنصري لتشكيل حكومة جديدة تستهدف الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر بشكل أشد.
ونقل الصحافي ياسر العقبي عن ناشطين عرب في منطقة النقب تأكيدهم أن شرطة السير الإسرائيلية تكثف نشاطها في البلدات العربية، وخاصة بالقرب من المدارس بهدف إحباط عملية التصويت في المجتمع العربي.
ونقل العقبي عن قيادي كبير من عرعرة النقب قوله إن “تواجد شرطة السير بالقرب من صناديق الاقتراع تؤدي إلى إحباط التصويت، إذ يقومون بوقف سيارات للفحص، والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت هذه الشرطة في خدمة اليمين والليكود".
ومن جانبه، قال ناشط في اللقية إن الشرطة أغلقت مدخل اللقية الجنوب شرقي، من جهة قرية عوجان مسلوبة الإعتراف، والكثير من السكان يتنازلون عن حقهم في التصويت. وأضاف قائلا: “كل سائق يريد الذهاب للإدلاء بصوته ويصل إلى مدخل اللقية يتم توقيفه وفحص رخصه – وهذا تعطيل على يوم الانتخابات الوحيد الذي يشعر فيه المواطن بأنه متساو – وعملية إحباط مقصودة. نعلم أن غالبية رجال الشرطة وقياداتها في لواء الجنوب محسوبة على اليمين”.
وكان العقبي كشف صباح اليوم الثلاثاء عن أن شرطيا يقوم بتحرير مخالفات سير أمام مدرسة الزهراء ببلدة شقيب السلام في النقب. واشتكى مواطنون بأن هذا العمل يؤدي إلى إحباط الانتخابات، وقال أحدهم: “هل تم تجنيدكم من قبل الليكود لإحباط التصويت؟”.
وتتم محاولة نقل 35 ألف صاحب حق اقتراع من القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، التي لا يتم وضع صناديق اقتراع فيها كسياسة منهجية لحكومات إسرائيل المتعاقبة. ومما يزيد طينة القوائم العربية بلة انشغال الفلسطينيين في الداخل في موسم قطف الزيتون، علاوة على الطقس الشتوي الذي يسود البلاد اليوم خاصة في ساعات بعد الظهر التي تشهد عادة إقبالا متزايدا للتصويت من قبل المواطنين العرب، الذين سعى اليمين بقيادة نتنياهو لتخديرهم ومنعهم من المشاركة في عملية الاقتراع ليضمن طريقه نحو سدة الحكم ويبدو أنه في الاتجاه إلى هناك.