تستكمل السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، سلسلة اللقاءات التشاورية حول القضايا المؤثرة على أوضاع النساء في لبنان التي تعقدها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، باللقاء السابع تحت عنوان "التمكين العلمي والتربوي ومحو الأمية الرقمية" وذلك في إطار الإعداد للاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان للفترة 2022- 2030، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان ومن وزارة الخارجية الهولندية.
ذكرت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون، خلال اللقاء التشاوري السابع تحت عنوان "التمكين العلمي والتربوي ومحو الأمية الرقمية"، أنه "ليس هناك مهمة تعلو على مهمة التربية التي يتلقاها كل إنسان من أسرته أولاً ومن المجتمع تالياً. وما المدرسة إلا المؤسسة الموكلة بهذه المهمة، نيابة عن المجتمع. من هنا نرى أن تطور المجتمعات يترافق مع تطور النظام التعليمي فيها، وإن هذا النظام هو ركن أساسي من الأركان التي تقوم عليها الدولة".
وأشارت عون، الى أنه "من خلال خبرة تجربتنا اللبنانية، نعلم أن انطلاقة النهضة العربية تزامنت مع تأسيس المدارس واكتساب العلم من جانب الفئات الشعبية، وليس فقط من جانب النخبة. وقد كان تعميم تعليم البنات من أبرز نتائج هذه الحقبة في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين."
ولفتت الى "أننا اليوم بحاجة إلى مراجعة معطيات أوضاع التربية والتعليم، وإلى تحديد سبل تطويرها، بما يتوافق مع الحاجات الواقعية لتوفير تربية تؤهل بناتنا وأبناءنا لمواجهة تعقيدات الحياة في الواقع المعاش، وتمكنهم علمياً من تحمل المسؤوليات في كافة المجالات".
وأكدت عون، أنه "لا ينبغي أن يغيب عنا حجم التحديات التي نواجهها في مجال التربية والتعليم، إذ لنا أن نستعيض عن كم من فقدان العلم لحق بطالباتنا وطلابنا خلال العامين الذي انتشر خلالهما الوباء، ولنا أن نرمّم ونطوّر البنى التحتية المدرسية ونجدد تجهيزاتها - وهذه ضرورة كشفتها المأساة الأخيرة التي أودت بحياة تلميذة في إحدى المدارس في طرابلس".
وأضافت "ولنا أن نؤمن لطالباتنا وطلابنا الأجهزة الإلكترونية والتدريب على استخدامها إذ أنها باتت، مع توفير التيار الكهربائي والإتصال بشبكة الإنترنت، من ضرورات اكتساب العلم والإلتحاق بميدان العمل. ذلك بالإضافة إلى ضرورة تطوير المهارات الحياتية لدى بناتنا وأبنائنا، كي يعيشوا في بيئة تؤمن المساواة في الحقوق بين النساء والرجال، ولا يحتكر فيها أحد الجنسين أدوارا إجتماعية معينة، أيا كانت هذه الأدوار، في القيادة وفي اتخاذ القرار السياسي أو في رعاية الأسرة والأولاد."
وشددت أنه "يجب لنا أن نعي أولا الأهداف التي من الضروري تحقيقها في الأعوام المقبلة، لصون مستقبل بناتنا وأبنائنا، ولنا أيضا أن ندرك حجم التحديات التي تواجهنا في ذلك، وإنتهاج السياسات والخيارات التي تتيح لنا تخطيها."