أكد المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة بمسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، أن "أوجب الواجبات وسط الكارثة التي تعصف بالبلد والناس، إعلان النفير الوطني العام لإنقاذ البلد والدولة والناس، وهنا التوافق السياسي يصبح ضرورة وطنية عليا، لأن إنقاذ البلد من الفراغ والفوضى والفلتان والطاحونة الاقتصادية النقدية والمعيشية، يتوقف حصرياً على التوافق السياسي. والحلّ الحصري والجذري يكمن باتفاق الكتل النيابية على مرشح رئاسي يكون بحجم الشراكة الإسلامية المسيحية، وبحجم تحديات البلد، وإلا البلد من كارثة إلى كارثة، والخراب كما هو معلوم لعبة أمم، والحلّ بالصندوق السياسي بمجلس النواب، فلبنان على فالقٍ زلزاليّ خطير، والمطلوب تحييد السفارات عن المصالح الوطنية، خاصة بعض السفارات التي تنام وتستيقظ على مشاريع الحصار والتفريق والتمزيق للبلد".
وتوجه "لمن يهمه الأمر" بالقول: "وضع الناس صعب مستصعب، ورغم ذلك الناس تواكب القرار الوطني، وهي مستعدة للتضحية، ولكن على قاعدة حفظ كرامتها وعزّتها وبلدها، والعزّة والكرامة لا تكون في واشنطن، بل في بيروت، والتسوية مطلبٌ وطنيٌ بحجم كرامة لبنان"، مشدداً على "ضرورة الحذر من الهجرة الجماعية للبنانيين، واللعب المقصود بالتركيبة السكانية للبلد، وأقول للحكومة وللقوى السياسية نحن أمام كارثة وجودية، والتخلّص منها يمرّ بسوق العمل، وبحماية اليد اللبنانية، وانتشال الدولة من طاعون الفراغ والكساد، وإغلاق أبواب جمعيات مفوضية اللاجئين ووكالة التنمية الأميركية، ومن دون ذلك نحر للتركيبة السكانية والسيادة الوطنية ودفع البلد نحو المجهول".
ونبّه قبلان، الجميع إلى أن "هذا البلد بلد عزيز وسيد وحر، بلد هزم تل أبيب وتحرّر بدماء شهدائه وتضحيات مقاوميه، وهذا يعني أن التفريط بهوية لبنان أمر ممنوع، والحماية الوطنية للقرار السياسي أمر محسوم، والحصار الذي تقوده واشنطن بحلف دولي إقليمي يريد تغيير هوية لبنان السياسية، ولكن تغيير الشرق الأوسط برمته أسهل من التفكير بالتطبيع مع تل أبيب، فالكيان الصهيوني كيان إرهابي محتل وظالم، ويجب استئصاله، وهذا هو مفتاح التاريخ، والمستقبل لفلسطين والقدس، والتعويل على الحصار تعويل على سراب، بل الحصار يدفعنا لإعادة تكوين قوة لبنان ببناه التحتية، الذي يؤسّس لاستقلال لبنان الاقتصادي، وبذلك الخيارات الشرقية ضرورة وطنية، والشراكة مع سوريا إنقاذية للبلدين معاً، وقانون قيصر حصار للبنان قبل سوريا، والوقوف على خاطر واشنطن يعني ترك البلد بالعتمة والكساد والفراغ والكوارث".