أشار رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، في تصريح اليوم، الى أن "المعادلات التي تحكم الوضع اللبناني لا توحي بتاتا بأن انتخاب رئيس للجمهورية يضع حدا لما يعاني منه اللبنانيون من أزمات متشابكة تتناول كل وجوه حياتهم ومستقبلهم".
ورأى محفوظ، أن "الانتخاب قد يكون مدخلا لتسوية علاقات القوى السياسية المرتبطة بالسلطة ومنافعهم وحساباتهم وتعايشهم. كما أنه يضع قواعد جديدة لعلاقات الخارج بالداخل والتوازنات وتمكين الولايات المتحدة الأميركية من التحكم بالاقليم والمحيط عبر المنصة اللبنانية مستفيدة من وضع ''دولة رخوة'' تحتاج في أي من الحلول التي تبحث عنها إلى ''الخارج الأميركي''.
ولفت الى أن "الإنقسامات تطول كل شيء ونفاق مستشرس يحكم علاقات القوى وأزمات متلازمة تؤدي إلى عنف عبثي وإلى تفشي الأوبئة وهجرة الشباب ويأس وإحباط يقارب ''حالة الإنتحار''. وهذا المشهد هو ما توظفه واشنطن لدفع الطبقة السياسية إلى مزيد من التنازلات المطلوبة أميركيا، باعتبار أن السلطة السياسية المنقسمة تحتاج إلى المساومة الدائمة".
وذكر أن "الحوار الداخلي بين الفرقاء السياسيين غير ممكن حاليا، والحوار الخارجي لا تستعجل عليه واشنطن وتعطي الدور لباريس لتقطيع الوقت دون جدوى. وأما الحوار في الكواليس فهو يتم من جهات مختلفة بغاية ترتيب مكانها ودورها في العملية الانتخابية على قاعدة أن الجميع يدرك بأن الفاعل الاستراتيجي في الانتخابات الرئاسية هو واشنطن التي تحتاج إلى أخذ موافقة الفاعل المحلي وهو حزب الله على الرئيس المرتجى".
واعتبر أن "موافقة حزب الله مرهونة بضمانات تعطى له تتناول سلاحه وعدم الطعن به. وحقيقة الأمر أن مثل هذه 'الضمانات' لا يعطيها الرئيس أيا كان. لأنه لا يستطيع ضمانها بحكم الإستعصاءات الطوائفية. والوحيد القادر على إعطائها هو الأميركي. من هنا الأخذ والرد في موضوع الرئاسة ينتظر معادلة مشابهة لاتفاق ترسيم الحدود البحرية والغازية".