على الرغم من الازمة السياسية والاقتصادية التي ترخي بثقلها على لبنان، يقف " كازينو لبنان" بثبات متحديا الصعوبات التي تهز المرافق العامة والمختلطة للدولة، مستقطبا ،لا هواة الميسر فحسب، بل الذواقة الذين يقصدون مطعم " المارتينغال" الذي يقدم المأكولات الشهية التي يعدها أمهر الطهاة بأسعار لا يجد مرتادوه مثيلا لها في المطاعم التي تشابهه، نوعا وجودة. ولا يكتفي " الكازينو" بذلك، بل أن مسرحه في صالة السفراء مشرع للعروضات الفنية والموسيقية بدليل استضافته للاحتفال التكريمي لفرقة" مياس" الذي تميز بوصلات غنائية ولوحات راقصة ذكرتنا بالزمن الذهبي عندما كان هذا المعلم السياحي يحتضن أروع الاستعراضات العالمية التي كان يقدمها المخرج شارلي هانشس، وسواه من المبدعين.كما اتسع مسرح صالة السفراء صيفا لنجوم مهرجان جونيه الذي استقطب جمهورا كبيرا من الشباب الذين طربوا للوصلات التي قدمها مبدعات ومبدعون أدوا لكبار من لبنان والشرق والغرب.
وفي موسم " المونديال" فتحت إدارة " كازينو لبنان" أبواب الصالة عينها أمام الراغبين في متابعة المباريات بأسعار مخفضة قد تكون أقل كلفة من إيجار كرسي، و" منقوشة" في أحد المقاهي المتواضعة المنتشرة في مناطق لبنان كافة، حيث يتمتعون بوجبة شهية وهم مسمرون أمام شاشة عملاقة ، قد تكون الأكبر في لبنان. وقد مهدت الإدارة لهذا الحدث بحفل تميز بالاناقة ، وساده جو من الفرح والأمل، ضم نخبا من المجتمع الرياضي والاعلامي والثقافي. وذلك من دون أن يغفل القيمون على هذا المرفق الشعر ، فاستضاف مطعم " المارتينغال" أمسية شعرية على إيقاع الموسيقى الكلاسيكية المنبعثة من " البيانو"، في أجواء حالمة، دمجت بين الكلمة المغسولة بماء الدهشة واللحن المغمس بميرون الفرح، في تناغم لا تدانى فرادته.
لا شيء مستحيل اذا حضرت الارادة. هذا ما يؤمن به رئيس مجلس إدارة " كازينو لبنان" ومديره العام رولان خوري، وفريق عمله. فكان ما كان من تألق، واشراقة، وتنوع، معطوفا على رسالة مفادها: أن العطاء ممكن، والابداع متاح، اذا كان الإخلاص في العمل هو الغاية والمبتغى.
بعدة شغل متواضعة يعمل خوري، ولكن بايمان كبير، وتفاؤل غير حذر ، ليثبت أن بالإمكان تحقيق الكثير، اذا ما تحصن المسؤول بالثقة بالنفس والنزاهة.
"كازينو لبنان" يرفد خزانة الدولة مبلغا ينوف على الخمسة عشرة مليار ليرة لبنانية كل ليلة، وهو مبلغ -على تواضعه اذا ما قيس بسعر صرف الدولار- تعجز إدارات الدولة راهنا عن توفير جزء يسير منه. وما كان لهذا الإنجاز أن يتم في هذه الأحوال الكارثية التي يعيشها لبنان لولا "دينامية" خوري والطاقم المعاون، وجميع موظفي وعمال هذا المرفق الذين قبلوا التحدي، واندفعوا للقيام بمهماتهم، وكأن شيئا لم يطرأ، لأنهم ادركوا انه لا يحق لهم إدارة الظهر لهذا المعلم السياحي، وهو مفخرة لبنانية،في أيام المحل بعدما تنعموا بسخائه طويلا زمن البحبوحة.
"كازينو لبنان" ظل راسخا، بل منارة، على رأس التلة الخضراء المطلة على خليج جونيه، الذي تداعب امواجه اقدامها بدل النسائم المنعشة، تروي حكاية عز لا يغرب، وهو إن انكفأ لسبب ما، فإنه سيعود أقوى حضورا، واوقع اثرا، واسطع نورا، وأكثر جمالا... سترجع لنا الايام الطالعة... ما كان في "كازينو لبنان".