لم يكن الله يحتاج الى صوت زكريا لايصال رسالته الى العالم، واعلان البشارة بمجيء ابنه لانقاذ البشر. كان المخطط يسير بدقة وتأن ونجاح، بفضل تعاون وتجاوب الاشخاص المعنيين (العذراء مريم، اليصابات، القديس يوسف...)، ولكنه مع ذلك، اراد ان يعود زكريا عن خطأ التشكيك بقدرة الله وتحويله المستحيل الى ممكن. من هنا اهمية عودة الصوت الى والد يوحنا، الذي فور عودة الصوت اليه، "انفتح فمه لوقته وانطلق لسانه فتكلم وبارك الله"، وهو دلالة على ان زكريا عاد الى الطريق القويم، وكان صمته بمثابة كفّارة عن خطيئته، ويسجّل له انه عرف كيف يستفيد من وضعه للعودة الى الله بدل الابتعاد عنه كردة فعل غاضبة، كما يحصل مع معظمنا احياناً.
من المهم ان نعترف باعلى صوتنا بالله، بمحبته، بحنانه، بابوّته لنا، ليس لتأكيد المؤكد، بل لتأكيد انتمائنا اليه.