اشار نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، الى انه "منذ حين توقيع اتفاق الطائف أسميناه في المجلس اتفاق الضرورة، لأنه لم يكن هناك من طريق آخر لوقف الحرب ووقف الاقتتال والموت والدمار في البلد إلا من خلال هذا الاتفاق وقبلنا به والاصلاحات موجودة في صلب اتفاق الطائف وسعينا إلى تأليف اللجنة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية التي طرحها دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن جملة إصلاحات اتفاق الطائف بعد تأليف اللجنة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، أن يُعمل على قانون انتخابي على أساس غير طائفي، إضافة إلى إنشاء مجلس شيوخ، عندها نكون قد طبقنا الاتفاق على أكمل وجه، وهذا الاتفاق الآن هو السبيل الوحيد للخروج من الحالة التي نحن فيها".
واكد الخطيب في حديث الى وكالة "شفقنا"، أنه "بالإمكانيات الضئيلة التي يمتلكها المجلس يقوم بكل ما هو ممكن، بل أحيانا أكثر من المستطاع، ويقول: نحن نحث الجمعيات والناس على مساعدة بعضها البعض إلى جانب التقديمات التي من الممكن أن نقدمها، يعني نحن مثلا بالجامعة الإسلامية هناك الكثير من التقديمات كالمنح التعليمية".
اضاف الشيخ الخطيب: "إخواننا المقتدرون تاريخيًّا كانوا يقدمون المساعدة للمجلس لكي يقوم المجلس بواجبه تجاه الفقراء، ربما اليوم هناك الكثير منهم أموالهم مصادرة من المصارف، فانا أعطيهم عذرًا ولكن ليس عذرًا كليًّا، فهناك شريحة اجتماعية كبيرة بحاجة للمساعدة سواء بالمستشفى أو بالأكل أو بالدواء أو إيجار البيت وفي جميع مجالات الحياة، والمجلس غير قادر حاليا على تلبية كل حاجات الناس، فلا يوجد مؤسسة اليوم تقوم بواجباتها مع الناس على أكمل وجه، هذا الأمر بحاجة إلى دولة مقتدرة، ولهذا نوجه عناية إخواننا المؤمنين إلى أهمية المساعدة وتقديم يد العون لهؤلاء الناس ونحن دائما بخدمتهم ودائما الصوت العالي في سبيل الحفاظ على البلد وعلى لبنان وإلى جانب المقاومة، وإلى جانب هذا التاريخ الطويل من الإمام السيد موسى الصدر وصولًا إلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان وإلى الآن، نحن بنفس الخط وبنفس الاتجاه".
وحول دعوة شيخ الأزهر للحوار الإسلامي، اوضح الشيخ الخطيب: "أولًا موضوع الوحدة الإسلامية في رأينا هو موضوع أساسي، وبعض علمائنا ذهب بهم الأمر إلى اعتباره من أصول الدين، فنحن تاريخنا تاريخ يدعو للحفاظ على الوحدة الاسلامية ونحن جزء من هذه الأمة الكبيرة المباركة، ولهذا أي موقف أو كلمة تسيئ إلى هذه الوحدة هي مشبوهة وهي ضالة وهي تصب في مصلحة غير المسلمين وتؤدّي إلى الفتنة فيما بينهم، فليس هناك مصلحة لا للسنة ولا للشيعة بذلك، فمن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو مسلم، حرم ماله ودمه وعرضه، من هنا نؤكد على دعوة شيخ الأزهر، ولاقيناه وأصدرنا بيانًا نؤكد فيه على أن يكون هناك دائما تلاقي بين المسلمين، هناك لقاءات دائمة وحوار دائم بين علماء النجف والأزهر، ومع علماء لبنان وفي داخل لبنان وفي خارج لبنان، فهذا موضوع أساسي، نحن مع الوحدة الاسلامية، ونحن نشد على يد سماحة شيخ الأزهر وهذا موضوع أساسي وجيد ونحن على استعداد للقيام بأي عمل أو بأي جهد في هذا السبيل".
ولفت الشيخ الخطيب الى ان "الأزهر مرجعيّة إسلامية محترمة كان صوتها دائما صوت الاعتدال واعتراف الأزهر وتدريسه للمذهب الجعفري من جملة نتائج هذه المساعي، مساعي الوحدة بين المسلمين، فأنا أقول الوحدة بين المسلمين هي وحدة دينية وليست سياسية، لهذا الاختلافات السياسية بين الأنظمة لا يجب أن تعطى صبغة دينية كما يحصل في لبنان ويُتاجر بها دينيا".