كشف تقرير حقوقي فلسطيني أن هناك الآلاف من طلبات ترميم وإعادة تأهيل المنازل مقدمة من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى إدارات "الأونروا" المختصة، مع غياب الوعود بترميمها في الأيام القريبة القادمة، ورفع الخطر المحدق بحياة هذه العائلات، وهو ما أكدت عليه سابقا الكثير من التقارير والدراسات الميدانية من داخل المخيمات.
ويكتسب التقرير الحقوقي أهمية خاصة، إذ جاء ليحاكي معاناة ومخاوف مئات العائلات الفلسطينية التي إنهارت أجزاء من سقوف منازلها وفي مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان خلال الأشهر الأخيرة، رغم إنها تقدمت بطلبات لوكالة "الاونروا" لترميمها دون ان تلقى آذانا صاغية، ما يهدد حياتها بالخطر وقد نجا العديد من أفرادها بأعجوبة إما لعدم وجودهم في المنازل لحظة إنهيار سقوفها او تواجدهم في غرف أخرى لتلك التي سقطت أجزاء من سقوفها.
التقرير الذي أعدته المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) أوضحت فيه ان اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لا يزال يعيشون في مخيمات وتجمعات محدودة المساحة بالرغم من مرور أكثر من أربعة وسبعين عاماً على نكبتهم وتضاعف أعدادهم عدة مرات، فضلاً عن فرض قيود مشددة من السلطات اللبنانية على إدخال معظم مواد البناء مترافقاً مع قرار منع التملك للعقارات والمساكن الذي صدر في العام 2001، ناهيك عن عدم قدرة المئات من العائلات الفلسطينية في لبنان على ترميم وتأهيل منازلها بسبب الارتفاع الكبير في أسعار مواد البناء وزيادة نسبة الفقر والبطالة بشكل واسع في أوساطهم، وبالتالي بتنا نسمع يوماً بعد يوم إنهيار سقف منزل هنا وهناك في أي مخيم أو تجمع، وإصابة بعض ساكنيه إصابات بالغة أو نجاتهم بأعجوبة.
وأضافت "شاهد" في تقريرها "قد بات القلق جزء من حياة اللاجئين وخبزهم اليومي على أطفالهم خشية وقوع منازلهم فوق رؤوسهم وحلول كوارث مفاجئة لا يستطيعون تحمل تبعاتها، كما حصل مع عائلة اللاجئ الفلسطيني محمد عطا عزام من مخيم الرشيدية، الذي انهار سقف منزله فجاة على أطفاله وأطفال شقيقه بتاريخ 13/11/2022 ولولا تدخل العناية الإلهية لكانت حلت كارثة محتمة، وكان قد انهار سقف منزل آخر في مخيم برج البراجنة جنوب بيروت، بتاريخ 11/10/2022 على عائلة وهم نيام وأدى وقوع 3 إصابات في صفوف سكّانه، وتتفاقم أزمة الأبنية المتهالكة في مخيم برج البراجنة والتي تفوق أعدادها 700 منزلاً كما بقية المخيمات، وسط عجز اللاجئين عن القيام بعمليات الترميم لغلاء التكاليف ومنع السلطات اللبنانية ادخال مواد البناء الى المخيمات.
وفي موقف مقلق للغاية لعموم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ما كشفته المتحدثة باسم وكالة الأونروا في لبنان، السيدة هدى السمرة، وخلال مقابلة مع "أخبار الأمم المتحدة" بتاريخ 11/10 /2022 إنه "وفق الاحصائيات الأخيرة التي أجرتها، بأن هناك 5500 منزلا في مختلف المخيمات اللبنانية بحاجة إلى ترميم". واوضحت أنه سبق وأن تم ترميم 1500 منزل فقط خلال السنوات الماضية، عازية التأخر في الترميم لعدم توفّر تمويل "ترميم المشاريع" من الدول المانحة، إذ أن التكاليف لا تُستقطع من الموازنة العامّة للوكالة.
وتتجه الأونروا إلى توقيف عشرات المهندسين من اللاجئين الفلسطينيين عن العمل في نهاية العام 2022 بمبرر عدم وجود تمويل لمشاريع إعمار أو تاهيل المنازل او البنى التحتية في المخيمات. وأمام هذا الواقع المتردي طالبت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بـ:
1-أن تستمر الأونروا بإعادة بناء وتأهيل المنازل في المخيمات وحشد التمويل الضروري لها.
2-أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الإستمرار بدعم الأونروا كي تقوم بالمهام المناطة بها.
3-أن تخفف السلطات اللبنانية من قيودها المفروضة على إدخال مواد البناء إلى المخيمات للحد من مخاطر سقوط المنازل المتقادمة.
4-إعادة النظر في قانون التملك من قبل السلطات اللبنانية بخصوص اللاجئين الفلسطينين في لبنان تخفيفا من اكتظاظ هذه المخيمات.
5-تجميد قرار إنهاء عقود المهندسين من الأونروا والإستمرار بإطلاق نداءات طوارئ لجلب التمويل لتحسين وتطوير المخيمات الفلسطينية في لبنان.